دفع المتوكل تفاحةً مغلفةً إلى محبوبة فقبلتها وانصرفت إلى مكانها: ثم أرسلت مع جاريةٍ لها رقعةً كتبت فيها: (من المنسرح)
يا طيب تفاحةٍ خلوت بها ... تشعل نار الهوى على كبدي
أبكي إليها وأشتكي دنفي ... وما ألاقي من شدة الكمد
لو أن تفاحةً بكت لبكت ... من رحمتي هذه التي بيدي
إن كنت لا ترحمين ما لقيت ... نفسي من الجهد فارحمي جسدي
وهجرها المتوكل مرةً. ثم أنصت إلى حجرتها فسمعها تغن بقولها: (من المنسرح)
أدور في القصر لا أرى أحدًا ... أشكو إليه ولا يكلمني
حتى كأني ركبت معصية ... ليست لها توبة تخلصني
فهل لنا شافع إلى ملك ... قد زاراني الكرى وصافحني
حتى إذا ما الصباح لاح لنا ... عاد إلى هجره فصارمني
فطرب المتوكل وأحست هي بمكانه فخرجت إليه وذكرت له أنها رأته في المنام وقد صالحها: فانتبهت وقالت هذه الأبيات وغنت بها وكان صلح وسلام.
وفي مجلس شراب قال لها وصيف غني يا محبوبة فأخذت العود وغنت: (من مجزوء الكامل)
أي عيش يطيب لي ... لا أرى فيه جعفرا
ملكًا قد رأته عي ... ني قتيلًا معفرا
كل من كان ذا هيامٍ ... وحزنٍ فقد برا