حتى غدا الفرس في أجناده ... والقول جرحى والمذاكي ظلع
فهناك أرجفت البلاد ومن بها ... الأحياء من يمن ومن يتربع
وتحيروا فشفت صفية مفخرًا ... ودعت قبائل شرها لا يقلع
منها شهاب مع ظليم وشعثم ... وجدابة في حرها يتلفع
آجامها فيها الصوارم والقنا ... والسابرية والوشيج الشرع
فرأيت عند الخيل فيها شعثما ... مثل الحمام إلى المورد يقلع
وجدابة كالفحل يضرب أينقًا ... وشهاب يضرب بالحسام ويوجع
وأعطاها بنو شيبان ألف ناقة وكثيرًا من الهدايا الثمينة وأكرموها غاية الإكرام، وقد تزوجت بعد ذلك المنذر بن الريان أحد أبناء الملوك وقد أسلم وقتل بين يدي الرسول ﵇ في وقعة أحد هو وحمزة ﵁.
المناسبة
(ثم إن الحرقة بنت النعمان) أتت سعد بن أبي وقاص في الحيرة، بعد وقعة القادسية، (فجعلت) تشكو أمرها إليه (قائلة): (من الطويل)
فبيننا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوقة نتنصف
فأف لدنيا لا يدوم نعيمها ... تقلب تارات بنا وتصرف
فأكرمها سعد وحفظ لها مقامها وعاملها معاملة العظماء وخرجت من عنده مغتبطةً وسألها الناس: ما صنع بل الأمير؟ فقالت:
صان لي ذمتي وأكرم وجهي إنما يكرم الكريم الكريم
1 / 25