70

Shacir Andalusi

شاعر أندلسي وجائزة عالمية

Genres

لماذا يقال عن الرجل الطيب إنه حمار؟ لماذا لا يقال عن الحمار الرديء إنه إنسان؟! لم هذا التهكم؟ التهكم منك أنت المفكر، صديق الشيوخ والصبية، وصديق البركة والفراشة والشمس والقمر والكلب والزهرة. أنت الصبور المتأمل، الشجي المحب (ماركوس أوريليوس) المراعي والمروج!

وبلاتيرو يفهمني ولا شك، ويرمقني بعينين تتراءى فيهما الشدة واللين، وتنعكس فيهما الشمس من قبتها التي تخضر إلى سواد.

آه! لو درى رأسه الكبير الأشعر - الشعري - أنني أنصفه، وأنني أعرف ما لا يعرفه كتبة المعاجم، وأنني أضارعه أو أكاد في الطيبة والكرم.

لقد أضفت على هامش الكتاب: إن الحمارية وصف ينبغي أن يطلق - تهكما بالطبع - على الحمقى الذين يكتبون المعجمات.

صراع الديكة

لست أدري بم أشبه ذلك الانقباض الذي اعتراني يا بلاتيرو؟!

رابية أرجوانية، مذهبة، ليس لها سحر رايتنا القومية في مقابلة البحر أو مقابلة السماء.

بلى. لعلها راية إسبانية تقابل سماء حلبة الثيران، وتبدو دخيلة لها منظر المحطات على سكة الحديد بين والبة وإشبيلية. احمرار واصفرار يترجمان عن وحشة وانقباض، كأنهما الألوان في كتب جالدوس، أو الألوان على لافتات مخازن التبغ فيما يمثلون به الحرب الإفريقية من صور شائهة.

إنها وحشة كتلك التي أحسها كلما نظرت إلى بطاقات اللعب منقوشة بوشم كوشم الرعاة، أو نظرت إلى أصباغ علب التبغ وصناديق الزبيب، أو اللصائق على قناني النبيذ، أو أنواط الجدارة من مدارس الملاجئ، أو الرسوم الصغار على قطع الشوكلات!

ما بالي هنا في هذا المكان ؟! من الذي قادني إليه؟! إن الدفء في هذه الظهيرة الشتوية يتمثل لي كالنفير الفرنسي في فرقة البهلوان. تنتشر منها رائحة كرائحة الخمر الجديدة، أو جشاء المقانق، أو أنفاس الطباق. وكان النائب هناك، ومعه العمدة، ومعهما (متري) مصارع الثيران القديم من والبة.

Unknown page