لست أتذكر ذلك جليا؛ لأني كنت حدث السن جدا، سوى أني أذكر أن أبي فقد فجأة، ولم يعرف له أثر بعد ذلك، وترك أمي في أشد الحزن وأمر العذاب، وليلة سمعت أمي تصرخ صراخا يفتت الأكباد وكان صوتها يتقطع قليلا قليلا، فقفزت من سريري، وركضت نحوها؛ علي أستطيع أن أساعدها، فالتقاني أربعة رجال مستتري الوجوه، وقبضوا علي، وطرحوني في ذلك السجن المظلم، وهذا ما جرى لي.
لورادان :
تبا لك يا فلافي من ظالم بربري!
روبر :
فلافي! إن أحد الحرس عند والدي كان يدعى بهذا الاسم، وكنت أكرهه جدا؛ لأنه كان ذا ملامح شريرة، وكنت أحب كثيرا صديقه الشريف البارون جان دي زاردوان ... ما هذا الاضطراب، يا سيدي؟
لورادان :
لست أضطرب يا ولدي، ولكن يحدث أحيانا ما يثير بي تذكرات قديمة ينتفض لها القلب.
روبر :
ألا تعلم، يا سيدي، ماذا حدث لأبي؟ وهل عاد إلى قصره؟ ولماذا يبقيني بعيدا عنه هكذا؟
لورادان :
Unknown page