287

Silsilat ʿulū al-himma - al-Muqaddim

سلسلة علو الهمة - المقدم

Genres

حكم تعليم القرآن الكريم
وأما حكم تعليمه: فهو فرض كفاية بالنسبة إلى عامة المسلمين، وفرض عين بالنسبة للعلماء والقراء، ومهما يكن من شيء فإنه يأثم تاركه، ويتعرض لعقاب الله ﷿.
لذلك كان إقراء القرآن الكريم هو أول ما اهتم به النبي ﵌ في إبلاغ دعوته الكبرى، حيث كان أول ما عمد إليه هو الاهتمام بإقراء القرآن الكريم، وقد كان مبعوثوه ورسله ﷺ إلى مختلف الجهات يقومون أول ما يقومون بإقراء الناس القرآن.
فقد كتب النبي ﷺ لـ عمرو بن حزم حين وجهه إلى اليمن كتابًا أمره فيه بأشياء، منها: أن يعلم الناس القرآن، ويفقههم فيه.
وروى البخاري عن أبي إسحاق عن البراء قال: (أول من قدم علينا من أصحاب النبي ﷺ مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرآننا القرآن حتى كان مصعب يسمى المقرئ).
فـ مصعب وابن أم مكتوم كان كل شغلهم واهتمامهم هو أن يقرئوا أهل المدينة كتاب الله ﷿.
وكان الرجل من المسلمين إذا هاجر إلى المدينة دفعه النبي ﷺ إلى رجل من الحفظة ليعلمه القرآن، ولما فتح النبي ﷺ مكة خلف عليها معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه يقرئهم القرآن ويفقههم.
وعن أنس بن مالك ﵁ قال: (جاء ناس إلى النبي ﷺ فقالوا: ابعث معنا رجالًا يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلًا من الأنصار يقال لهم القراء).

18 / 13