Seerah of the Noble Companion Mus'ab ibn Umair
سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير ﵁ -
Publisher
دار الأوراق الثقافية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٣٥ هـ
Genres
بمكة وليس له عقب، وأما هجرته إلى الحبشة فقد اختلف فيه، فمنهم من قال: ليس أبو الروم من مهاجرة الحبشة (١)، وذكر ابن إسحاق أن أبا الروم ممن هاجر إلى الحبشة في المرة الثانية (٢) -والله أعلم-، شهد أحدًا ﵁، وبعد مقتل أخيه مصعب بن عمير ﵁ دفع إليه رسول الله ﷺ لواء المهاجرين إلى آخر النهار (٣)، بل ولم يزل في يديه حتى دخل به المدينة (٤)، وكان من الذين نزلوا في قبر مصعب بن عمير ﵁ (٥)، وقتل أبو الروم ﵁ يوم اليرموك (٦).
وأما أبو عزيز زرارة بن عمير فكان ممن شهد بدرًا كافرًا وأُسر يومئذٍ، فعن أبي عزيز، قال: كنت في الأسارى يوم بدر، فسمعت رسول الله ﷺ يقول: «استوصوا بالأسارى خيرا» فإن كان ليقدم إليهم الطعام، فما يقع بيد أحدهم كسرة إلا رمى بها إلي، ويأكلون التمر يؤثروني، فكنت أستحيي، فآخذ الكسرة فأرمي بها إليه، فيرمي بها إلي.
وقد اختُلف في إسلامه، فذكره خليفة بن خياط في الصحابة، وقال ابن الكلبي والزبير: قتل أبو عزيز يوم أحد كافرًا، وقال أبو نعيم: ذكره المتأخر يعني ابن منده، ولا أعرف له إسلاما، ولم يعده ابن إسحاق فيمن قتل من المشركين يوم أحد، -والله أعلم-. وقد كان أبو عزيز صاحب لواء المشركين يوم أحد (٧). وله
_________
(١) ابن سعد: الطبقات الكبرى،٤/ ٩١.
(٢) ابن اسحاق: سيرة ابن سحاق، ص٢٢٤.
(٣) ابن عساكر: تاريخ دمشق، ٦٠/ ٣٤٦.
(٤) ابن سعد: الطبقات الكبرى،٣/ ٨٩.
(٥) المصدر السابق،٣/ ٩٠.
(٦) ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة، ٦/ ١٠٩.
(٧) المصدر السابق، ٦/ ٢٠٩.
1 / 15