266

العرب : فقال ورقة : « لئن كان هذا حقا يا خديجة إن محمدا لنبي هذه الامة » (1).

2 مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما بمنزل « خديجة بنت خويلد » وهي جالسة في ملأمن نسائها وجواريها وخدمها وكان عندها حبر من أحبار اليهود ، فلما مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم نظر إليه ذلك الحبر وقال : يا خديجة مري من يأتي بهذا الشاب ، فارسلت إليه من أتى به ، ودخل منزل « خديجة » ، فقال له الحبر : إكشف عن ظهرك فلما كشف له قال الحبر : هذا والله خاتم النبوة فقالت له خديجة : لو رآك عمه وأنت تفتشه لحلت عليك منه نازلة البلاء وان أعمامه ليحذرون عليه من أحبار اليهود.

فقال الحبر : ومن يقدر على « محمد » هذا بسوء ، هذا وحق الكليم رسول الملك العظيم في آخر الزمان ، فطوبى لمن يكون له بعلا ، وتكون له زوجة وأهلا فقد حازت شرف الدنيا والآخرة.

فتعجبت « خديجة » ، وانصرف « محمد » وقد اشتغل قلب « خديجة » بنت خويلد بحبه فقالت : أيها الحبر بم عرفت محمدا انه نبي؟

قال : وجدت صفاته في التوراة انه المبعوث آخر الزمان يموت أبوه وامه ، ويكفله جده وعمه ، وسوف يتزوج بامرأة من قريش سيدة قومها وأميرة عشيرتها ، وأشار بيده إلى خديجة فلما سمعت « خديجة » ما نطق به الحبر تعلق قلبها بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما خرج من عندها قال : إجتهدي ان لا يفوتك « محمد » فهو الشرف في الدنيا والآخرة (2).

3 لقد كان ورقة بن نوفل ( وهو عم خديجة وكان من كهان قريش وقد قرأ صحف « شيث » عليه السلام وصحف « إبراهيم » عليه السلام وقرأ التوراة والانجيل وزبور « داود » عليه السلام ) يقول دائما : سيبعث رجل من قريش في آخر

Page 271