7
العودة
إلى احضان العائلة
لقد خلقت يد القدرة الالهية كل فرد من أفراد النوع الانساني لأمر معين ، فهناك من خلق لا كتساب العلم والمعرفة ، وهناك من خلق للاختراع والاكتشاف ، وثالث خلق للسعي والعمل ، وبعض للتدبير والسياسة وفريق للتدريس والتربية وهكذا.
وإن المربين المخلصين الذين يهمهم تقدم الأفراد أو رقي مجتمعهم لا يعمدون إلى نصب أحد في عمل من الاعمال ولا يعهدون إليه مسؤولية من المسؤوليات إلا بعد اختبار سليقته ومواهبه ، بغية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، إذ في غير هذه الحالة يتعرض المجتمع لضررين كبيرين : احدهما : أن لا يوكل إلى الفرد ما يستطيع القيام به ، والثاني : ان يبقى العمل الذي قام به ناقصا ، مبتورا.
وقد قيل في المثل : لكل انسان موهبة ، والسعيد هو من اكتشف تلكم المواهب ، واصابها.
وقد ذكروا أن استاذا كان ينصح تلميذا له كسولا ، ويعدد له مضار الكسل والتواني ، ويصف له حال من ترك الاشتغال بالعلم ، وضيع ربيع حياته في البطالة والغفلة.
وبينما الاستاذ ينصح تلميذه وهو يسمع مواعظ استاذه رأى تلميذه يرسم
Page 225