ثم إن الله تعالى قد بين لنا مشيئته في الفاسقين بقوله تعالى : (( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ))، وبقوله تعالى : (( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ))، وبقوله تعالى : (( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا ))، وبين لنا أنه لا يغفر لهم إلا بالتوبة والإنابة فقال تعالى : (( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ))، وقال تعالى : (( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى))، وبينها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما تقدم وذلك في الآحاديث الآنفة الذكر .
فإذا قيل فما هو الفارق بين المسلم والكافر ؟
قلنا : إن العذاب يختلف حتى بين الكفار كل حسب معصيته ، والاشتراك إنما هو في الخلود.
ثم لو قلنا لكم ما هو الفارق بين المعتقد لوحدانية الله وإلوهيته الذي يقول : ( لا إله إلا الله ) وبين المنكر ؟ وماهو الذي جعل المسلم غير مخلد في النار؟ هل هو إيمانه بالله ورسوله من دون عمل؟ إذا كان الأول : فهل كل من قال : ( لا إله إلا الله ) ويؤمن بسيدي رسول الله (ص) يخرج من النار؟ وإذا كان الثاني فهل في هذا دعوة إلى فعل القبيح وإبطال لجميع القوانين الإلهية من ناحية التنفيذ؟ ثم ما هو الدليل ؟.
Page 36