169

Ṣayd al-Khāṭir

صيد الخاطر

Publisher

دار القلم

Edition Number

الأولى

Publisher Location

دمشق

ومن ذلك أن الجزع لا يفيد، بل يفضح صاحبه. إلى غير ذلك من الأشياء التي يقدحها العقل والفكر، فليس في طريق الصبر نفقة سواها، فينبغي للصابر أن يشغل بها نفسه، ويقطع بها ساعات ابتلائه، وقد صبح المنزل.
١٠٥- فصل: المدعو مالك حكيم
٥٠١- ينبغي لمن وقع في شدة، ثم دعا أن لا يختلج في قلبه أمر من تأخير الإجابة أو عدمها؛ لأن الذي عليه١ أن يدعو، والمدعو مالك حكيم، فإن لم يجب، فعل ما يشاء في ملكه، وإن أخر، فعل بمقتضى حكمته، فالمعترض عليه في سره خارج عن صفة عبد، مزاحم [لمرتبته] ٢، مستحق [لعقوبته] .
٥٠٢- ثم ليعلم أن اختيار الله ﷿ له خير من اختياره لنفسه. فربما سأل سيلًا سال به! وفي الحديث: "أن رجلًا كان يسأل الله ﷿ أن يرزقه الجهاد، فهتف به هاتف: إنك إن غزوت، أسرت، وإن أسرت، تنصرت".
فإذا سلم العبد تحكيمًا لحكمته وحكمه، وأيقن أن الكل ملكه، طاب قلبه، قضيت حاجته، أو لم تقض.
٥٠٣- وفي الحديث: "ما من مسلم دعا الله تعالى إلا أجابه: فإما أن يعجلها، وإما أن يؤخرها، وإما أن يدخرها له في الآخرة"٣.
فإذا رأى يوم القيامة أن ما أجيب فيه قد ذهب، وما لم يجب فيه قد بقي ثوابه، قال: ليتك لم تجب لي دعوة قط، فافهم هذه الأشياء! وسلم قلبك من أن يختلج فيه ريب أو استعجال.

١ في الأصل: إليه، وهو تصحيف.
٢ في حاشية الأصل: في الأحمدية: لمرتبة مستحق، قلت: وفي المصرية والهندية: بمرتبة مستحق.
٣ رواه أحمد "٣/ ١٨"، وأبو نعيم "٦/ ٣١١"، والحاكم "١/ ٤٩٣" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد؛ إلا أن الشيخين لم يخرجا عن علي بن علي الرفاعي ووافقه الذهبي.
١٠٦- فصل: رتبة العلماء على الزهاد
٥٠٤- من أراد أن يعرف رتبة العلماء على الزهاد، فلينظر في رتبة جبريل

1 / 171