وتحولت إلى الجارية في ذهول وصحت بها: عملية؟ .. أية عملية؟!
وأدركت عند ذاك أنني أشم رائحة غريبة، فأدرت بصري في الحجرة حتى وقع على خوان في ركن منها صفت عليه أدوات طبية وأوعية وزجاجات وقطن. اقتربت من الخوان وتفحصته بعينين زائغتين، متى جاءوا بهذا كله؟ ومتى استقر الرأي عليه؟ كيف حدث هذا؟ .. ونظرت إلى المرأة فوجدتها ترمق الجارية بنظرة قاسية غريبة، فازداد ذهولي وحيرتي، ثم تحجر قلبي قسوة وجنونا، فألقيت عليها هذا السؤال بصوت رهيب: أية عملية التي تتحدث عنها صباح؟
ونظرت المرأة إلي بارتياع وارتباك ثم قالت بصوت مختنق بالعبرات: اشتد حال ابنتي فجأة فاستدعيت الطبيب فأشار بإجراء عملية في الحال!
فسألتها وقد استحلت شخصا جديدا مخيفا غير الشخص الذي عرفه العالم قرابة ثلاثين عاما: في أي عضو؟
فقالت المرأة: قال الدكتور إنه البروتون!
وكنت أسمع الاسم لأول مرة، ولكني لم أبال ذلك، وسألت بالصوت الرهيب نفسه: هل أجرى العملية؟
فقالت وهي تبكي: نعم .. وانتهت بما ترى!
فضربت الأرض بقدم حانقة وصحت بها: ولكني كنت هنا منذ ساعتين ولم يكن بها شيء! ألم تؤكدي لي أن الحال أبسط من أن أجزع لها؟!
فقالت بصوت تخنقه الدموع: اشتدت وطأة الألم فجأة! .. ما حيلتي؟! .. ما حيلتي؟!
فسألتها دون أن تأخذني بها رحمة: ومن عسى أن يكون الدكتور القاتل؟!
Unknown page