85

Samt Nujum

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

Investigator

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Publisher Location

بيروت

Genres

History
لَيْسَ لنا إِلَّا الْقِتَال إِلَى أَن نعلم أَن إِخْوَاننَا وصلوا إِلَى مطلوبهم وَكَانَ شيعمة ملك الْجِنّ الْمُؤمن حج تِلْكَ السّنة مَعَ متوشلخ وَطَائِفَة من الْجِنّ الْمُؤمنِينَ فَلَمَّا كَانَ صباح ذَلِك الْيَوْم إِذا هم بِابْن أخي شيعمة واسْمه سهلب جَاءَهُ صَارِخًا وَأخْبرهمْ بِمَا جرى من مخوائيل بن ماهيل على الذَّرَارِي والأهل وَأَنه تَركهم فِي أضيق حَال فَلَمَّا سَمعه شيعمة صَاح صَيْحَة عَظِيمَة فِي بنيه وَقَومه وَمن مَعَه فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ فَقَالَ يَا وَيحكم أعينوني وأعينوا أصحابكم ثمَّ سَار فِي قومه إِلَى منَازِل الْمُؤمنِينَ مغيثًا فَلَمَّا رَآهُ إِبْلِيس خافه وانزوى عَنهُ وَأما متوشلخ فَإِنَّهُ لما أعلمهُ شيعمة بِمَا جرى على قومه بَكَى بكاء شَدِيدا وضج بِالدُّعَاءِ إِلَى الله ﷾ مَعَ الْمُؤمنِينَ وَقَالَ إِن الدُّعَاء خير نَافِع وَقد حيل بَيْننَا وَبَين قَومنَا وَلم يبْق لنا غير الدُّعَاء إِلَى الله تَعَالَى فَقَالَ متوشلخ نعم مَا رَأَيْتُمْ وأشرتم ثمَّ جمع قومه وتوسل إِلَى الله تَعَالَى بِمُحَمد وساعدهم سَائِر الْمَخْلُوقَات وَالْمَلَائِكَة وَالسَّمَوَات كل يسْأَل فِي هَلَاك أعدائهم بني قابيل فهبط جِبْرِيل فِي مَلأ من الْمَلَائِكَة فِي أَيْديهم الحراب وَقد أحط أَصْحَاب ماهيل بذراري الْمُؤمنِينَ وإبليس يَقُول لَا مَانع لَهُم سوى شيعمة وَنحن لَهُ فَلَمَّا رأى إِبْلِيس الْمَلَائِكَة هرب ولحقه بعده جنده فَأمر جِبْرِيل بقتل من لحقوه مِنْهُم فصاح جِبْرِيل فيهم صَيْحَة عَظِيمَة وَقَعُوا على وُجُوههم مِنْهَا صعقين فَمَاتَ مِنْهُم الثُّلُث ومسخ الله الثُّلُث الثَّانِي فيلة فَهُوَ أول مسخ وَقع فِي بني آدم وَالثلث الثَّالِث صعقوا فَلَمَّا أفاقوا نظرُوا إِلَى الفيلة ففزعوا وَلم يَكُونُوا رأوها قبل ذَلِك فَوَلوا منهزمين إِلَى دِيَارهمْ فاتبعتهم الفيلة حسدًا لَهُم إِذْ مسخوا دونهم فقتلت أَكثر من بَقِي مِنْهُم وَرجع الْبَاقُونَ إِلَى مَنَازِلهمْ فَلَمَّا رَآهُمْ الَّذين تخلفوا مِنْهُم ارتاعوا وَلم يعلمُوا كَيفَ الْخَبَر فَاقْتَحَمت عَلَيْهِم الفيلة الْبيُوت وَكسرت كل مَا مرت بِهِ فظنهم المقيمون فِي الديار وحوشا فمانعوهم عَن الدُّخُول فحميت صُدُور الفيلة فَكَانَ الْفِيل يقتل وَلَده وأخاه وَزَوجته وأباه ويعلوهم بِرجلِهِ وَيَأْخُذ الْوَاحِد مِنْهُم بمشفره

1 / 138