Samt Nujum
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
Investigator
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Publisher Location
بيروت
Genres
History
ونتف ريشه حزنا ثمَّ بحث الأَرْض برجليه ومنقاره حَتَّى دَفنهَا وَوضع الْحجر الَّذِي شدخ بِهِ إِبْلِيس رَأسهَا على الْموضع الَّذِي دَفنهَا فِيهِ ثمَّ صرخَ صرخات وناح نوحات وصفق بجناحيه وطار فَقَالَ قابيل ﴿يَوَيْلَتَي أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَاب فأواري سَوْءَةَ أَخِي﴾ الْمَائِدَة ٣١ كَمَا وارى أنثاه فحفر لَهُ حَتَّى واراه فِي الحفرة وطمر عَلَيْهِ التُّرَاب فَهُوَ أول ميت دفن فِي الأَرْض ثمَّ تَركه وَرجع وَلم يقدر يَقع فِي عين أَبِيه وَأبْعد عَن آدم وَعَن مَكَّة وَفِي رِوَايَة أَنه لما رَجَعَ إِلَى آدم فَقَالَ لَهُ يَا قابيل أَيْن هابيل قَالَ مَا أَدْرِي وَمَا بعثتني رَاعيا لَهُ فَانْطَلق فَوجدَ هابيل مقتولًا فَقَالَ لعنت من أَرض كَمَا قبلت دم هابيل فَبكى آدم على هابيل أَرْبَعِينَ لَيْلَة ثمَّ إِن آدم سَأَلَ ربه أَن يهب لَهُ ولدا فولد لَهُ غُلَام فَسَماهُ هبة الله لِأَن الله ﷿ وهبه لَهُ فَأَحبهُ آدم حبا شَدِيدا والْحَدِيث طَوِيل وروى أَنه لم يوار سوءة أَخِيه وَانْطَلق هَارِبا حَتَّى أَتَى وَاديا من أَوديَة الْيمن فِي شَرْقي عدن فكمن فِيهِ زَمَانا وَبلغ آدم مَا صنع قابيل بهابيل فَوَجَدَهُ قَتِيلا قلت هَذَا يُخَالف مَا قبله الْمَنْقُول عَن كتاب العرائس أَن قابيل وضع هابيل فِي جراب وَحمله على عَاتِقه حَتَّى أروح وأنتن وَفِيه وفى إِبْلِيس ﴿رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ﴾ فصلت ٢٩ لِأَن قابيل أول من سنّ الْقَتْل فَلَا يقتل مقتول إِلَى يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا كَانَ شَرِيكه فِيهِ وَسُئِلَ جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر عَن هَذِه الْآيَة فَقَالَ هما هما وَإِن آدم حزن على هابيل حزنا شَدِيدا وبكاه ورثاه بِهَذِهِ الأبيات وَهِي أول شعر قيل فِي الأَرْض
(تَغَيَّرت الْبِلَاد وَمَنْ عَلَيْهَا ... فوَجهُ الأرضِ مُغبَرُّ قبيحُ)
(تغيَّر كلُّ ذِي طعمٍ ولونٍ ... وقلَّ بشاشَةَ الوجهُ الصَّبيحُ)
(وبُدِّل نبتها أثلًا وخمطًا ... بجنَّاتٍ من الفردوس فِيحُ)
(وجاورنا عَدو لَيْسَ يُغنى ... لعينٌ لَا يموتُ فنستريحُ)
(فيا هابيلٌ إِن تُقتَلْ فإنِّى ... عليكَ اليومَ مكتئبٌ قريحُ)
(بكَتْ عَيْني وحقَّ لَهَا بُكاها ... ودمعُ العينِ مُنسكبٌ يسيحُ)
1 / 115