30

Samt Nujum

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

Investigator

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Publisher Location

بيروت

Genres

History
خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾ الْأَعْرَاف ١٢ وَالنَّار خير من الطين وَأَنا كنت أطؤه وَهُوَ تُرَاب وَأَنا عبدتك قبله فَقَالَ لَهُ ﴿فَاخْرُجْ مِنْهَا﴾ الْحجر ٣٤ يَعْنِي من السَّمَوَات أَو من الرَّحْمَة أَو الْجنَّة ﴿فَإِنَّكَ رَجِيمٌ﴾ الْحجر ٣٤ وَلما قَامَ آدم أمره الله تَعَالَى أَن يمْضِي إِلَى الْمَلَائِكَة فَيَقُول لَهُم السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فَفعل وَكَانَ من ردهم عَلَيْهِ وَعَلَيْك السَّلَام وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فَقَالَ الله تَعَالَى هَذِه تحيتك وتحية ولدك إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَهِي تَحِيَّة أهل الْجنَّة ثمَّ قَالَ الله تَعَالَى أَنْتُم قُلْتُمْ قبل أَن انفخ فِيهِ الرّوح لم نر خلقا اكر على الله وَلَا أعلم منا فأنبئوني بأسماء هَؤُلَاءِ إِن كُنْتُم صَادِقين بعد أَن كشف عَن ملكوته لتنظر الْمَلَائِكَة وآدَم إِلَى مَا فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهمَا وَأذن لأمم الْبَحْر فطفت فَوق المَاء فَقَالُوا لَا علم لنا إِلَّا مَا علمتنا فأبان الله فضل آدم على جَمِيع خلقه بِمَا خصّه من الْعلم بمعاني الْأَسْمَاء قيل علمه جَمِيع خلقه وَقيل علمه جَمِيع الْأَسْمَاء والصناعات وَعمارَة الأَرْض والأطعمة والأدوية واستخراج الْمَعَادِن وغرس الْأَشْجَار ومنافعها وَجَمِيع مَا يتَعَلَّق بعمارة الدّين وَالدُّنْيَا وَقيل علمه أَسمَاء الْأَشْيَاء كلهَا مَا خلق وَمَا لم يخلق بِجَمِيعِ اللُّغَات الَّتِي يتَكَلَّم بهَا وَلَده بعده فَأخذ عَنهُ وَلَده اللُّغَات فَلَمَّا تفَرقُوا تكلم كل قوم بِلِسَان ألفوه وتطاول الزَّمَان على مَا خَالف ذَلِك فنسوه وَسُئِلَ الصَّادِق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عَن قَوْله تَعَالَى ﴿وَعلم آدم الأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ الْبَقَرَة ٣١ فَقَالَ الْأَرْضين وَالْجِبَال والشعاب والأودية ثمَّ نظر إِلَى بِسَاط تَحْتَهُ فَقَالَ وَهَذَا الْبسَاط مِمَّا علمه وَقيل علمه ألقاب الْأَشْيَاء وخواصها وَهُوَ أَن الْفرس يصلح لماذا وَالْحمار لماذا إِلَى غير ذَلِك وَهَذَا أبلغ لِأَن مَعَاني الْأَشْيَاء لَا تَتَغَيَّر بِتَغَيُّر الْأَزْمَان بِخِلَاف الألقاب ثمَّ اخْتلف فِي تَعْلِيمه فَقيل أودع قلبه مَعْرفَتهَا وفتق لِسَانه بهَا فَكَانَ يتَكَلَّم بهَا وَكَانَ ذَلِك معجزًا لَهُ ﵇ ناقضًا للْعَادَة فَقَالَ يَا آدم أنبئهم بِأَسْمَائِهِمْ فَعَن ابْن عَبَّاس أَنه تكلم بسبعين لِسَانا أحْسنهَا الْعَرَبيَّة ثمَّ أَمر الْمَلَائِكَة

1 / 84