Samt Nujum
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
Investigator
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Publisher Location
بيروت
Genres
History
مَا نزل تَحت هَذِه الشَّجَرَة إِلَّا نَبِي وَكَانَ ميسرَة يرى فِي الهاجرة ملكَيْنِ يظلانه من الشَّمْس فَلَمَّا رَجَعَ تزوج بخديجة بنت خويلد بن أَسد بعد ذَلِك بشهرين وَخَمْسَة وَعشْرين يَوْمًا زَوجهَا مِنْهُ عَمها عَمْرو بن أسدد أصدقهَا اثْنَتَيْ عشرَة أُوقِيَّة ونشًا وَلما بلغ خَمْسَة وَثَلَاثِينَ خَافت قُرَيْش أَن تنهدم الْكَعْبَة من السُّيُول فَأمروا بأقوم النجار أَن يبنيها وَشهد ﵊ بنيانها وَهُوَ الَّذِي وضع الْحجر الْأسود بِيَدِهِ حِين تنَازع الْقَبَائِل فِيمَن يَضَعهُ حَتَّى كَادُوا يقتتلون وَقد تقدم ذكر ذَلِك مفصلا فِي الْمَقْصد الأول وَلما بلغ أَرْبَعِينَ سنة اختصه الله تَعَالَى وَبَعثه برسالته فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا أول مَا بُدِئَ بِهِ من الْوَحْي الرُّؤْيَا الصَّالِحَة فِي النّوم فَكَانَ لَا يرى رُؤْيا إِلَّا جَاءَت مثل فلق الصُّبْح ثمَّ حبب إِلَيْهِ الْخَلَاء فَكَانَ يخلوا بِغَار حراء فَيَتَحَنَّث فِيهِ أَي يتعبد حَتَّى جَاءَهُ الْحق وَهُوَ فِي الْجَبَل يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشر رَمَضَان فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل أبشر يَا مُحَمَّد إِنَّك رَسُول هَذِه الْأمة وَقَالَ ﴿اقْرَأْ﴾ العلق ١ فَقَالَ ﵊ مَا أَنا بقارئ فغطه ثمَّ أرْسلهُ وتكرر ذَلِك فَقَالَ ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ العلق ١ إِلَى ﴿يَعْلَمْ﴾ العلق ٥ وَذكر أَبُو نعيم أَن جِبْرِيل وَمِيكَائِيل شقا صَدره وغسلاه ثمَّ قَالَا اقْرَأ انْتهى وأنبع لَهُ جِبْرِيل عين مَاء فَتَوَضَّأ وَصلى رَكْعَتَيْنِ فجَاء إِلَى خَدِيجَة وَعلمهَا الْوضُوء وَصلى بهَا كَمَا فعل جِبْرِيل فَقَالَ مقَاتل فَكَانَ فرض الصَّلَاة رَكْعَتَيْنِ بِالْغَدَاةِ وَرَكْعَتَيْنِ بالعشى حَتَّى فرضت خمس صلوَات لَيْلَة الْإِسْرَاء وَكَانَت خَدِيجَة ذهبت بِهِ إِلَى ابْن عَمها ورقة بن نَوْفَل شيخ كَبِير ترك الْأَوْثَان وَرجع إِلَى النَّصْرَانِيَّة يكْتب بِالْعَرَبِيَّةِ من الْإِنْجِيل الْمَكْتُوب بالعبراني وَصَارَ يعرف مَا فِيهِ فَقَالَت لَهُ وَقد عمى يَا ابْن عَم اسْمَع من ابْن أَخِيك مَا يَقُول فَذكر لَهُ مَا رَآهُ فَقَالَ لَهُ أبشر فَإنَّك نَبِي مُرْسل وَهَذَا الناموس الَّذِي أنزل على مُوسَى يَا لَيْتَني كنت حَيا إِذْ يخْرجك قَوْمك فَقَالَ أَو مخرجى هم فَقَالَ نعم لم يَأْتِ أحد بِمثلِهِ مَا أتيت بِهِ إِلَّا عودي وَإِن يدركني يَوْمك أنصرك نصرا مؤزرًا ثمَّ لم يلبث ورقة أَن توفّي
1 / 319