أجارتنا إن المزار قريب
وإني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنا غريبان هاهنا
وكل غريب للغريب نسيب
ثم مات فدفن إلى جنب المرأة وكانت وفاته نحو 565م.
وقد ورد ذكر امرئ القيس في تواريخ الروم، فذكروا أنه قبل وروده على قيصر يوستينيانس أرسل إليه وفدا ومعه ابنه معاوية يطلب منه النجدة على بني أسد وعلى المنذر ملك العراق، فكتب قيصر إلى النجاشي يأمره بأن يجند الجنود ويسير إلى اليمن ويعيد الملك لصاحبه، ثم إن امرأ القيس لم يلبث أن سار بنفسه إلى قسطنطينية. وذكر نونوز المؤرخ أن يوستينيانس قلده إمرة فلسطين. وذكر في كتاب قديم مخطوط أن ملك قسطنطينية لما بلغه وفاة امرئ القيس أمر بأن ينحت له تمثال وينصب على ضريحه ففعلوا، وكان التمثال هناك إلى أيام المأمون، وقد شاهده هذا الخليفة لما دخل بلاد الروم ليغزو الصائفة.
وامرؤ القيس من فحول شعراء الجاهلية، سبق الشعراء إلى أشياء ابتدعها واستحسنتها العرب. قال نبي المسلمين عنه: «ذلك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة، يجيء يوم القيامة وبيده لواء الشعراء يقودهم إلى النار.» ويروى أن كلا من لبيد وحسان قال: ليت هذه المقالة في وأنا المدهدي فيها.
وفضله علي الإمام بأن قال: رأيت امرأ القيس أحسن الشعراء نادرة وأسبقهم بادرة، وأنه لم يقل لرهبة ولا لرغبة.
ويقال: إن أمير شعر أمير الشعراء قوله من قصيدة:
البر أنجح ما طلبت به
Unknown page