272

بعضهم وهو لسان حال مؤلفه عفي عنه

ألف الهموم أضالعي فألفتها

بعد التنافر والكريم ألوف

وما أحسن قول الصلاح الصفدي (1) وهو جدير (بأن ينشد بعد ذلك) (2):

بالله لا تأسف على فائت

مضى ولا تيأس من اللطف (3)

وعلى هذا فلنذكر هنا حكاية غريبة فيها تسلية لكل مهموم ، وتعزية لكل مغموم ، تؤكد التمسك بألطاف الله ، وتنهى عن اليأس من روح الله ، والحامل على تخصيصها بالذكر (ما منيت) (4) به في هذه المدة عموما ، وهذه السنة خصوصا وهي سنة أربع وسبعين ، سنة تأليف هذه الرحلة من أنواع الهموم الممضة ، والغموم الممرضة التي شرح بعضها الرضي (*) رحمه الله تعالى بقوله من قصيدة :

أتاني وممطول من النأي بيننا

قوارص تنبو بالجفون عن الغمض (5)

Page 287