ثم خفت فقلبناه فوجدناه ميتا (1).
وقريب من هذا ما حدث الأصمعي عن يونس قال : بلغني أن قوما جاءوا إلى ابن عباس بفتى محمول ضعفا فقالوا : استشف لهذا ، فنظر إلى فتى حلو الوجه عاري العظام فقال له : ما بك؟ فقال (2):
بنا من جوى الأسقام والحب لوعة
تكاد لها نفس الشفيق تذوب
فقال ابن عباس : أرأيتم وجها أعتق ، ولسانا أذلق ، وعودا أصلب ، وهوى أغلب مما رأيتموه اليوم؟ هذا شهيد الحب لا دية ولا قود.
وفي هذا الفراق أقول من بعض أشعار الصبا ، وهي كما قال شرف السادة (3): التمر باللبأ (4):
فارقت مكة والأقدار تقحمني
ولي فؤاد بها ثاو مدى الزمن
وفيه يقول الأخ الأعز ، المحرز من مكاسب الفضائل ما غلا وعز ، أبو
Page 35