فإن قالوا أخذنا عن الله وكتابه، لأنه قال :{ فامسحوا برؤوسكم وأرجلكم } [المائدة: 6]. فألحق الأرجل بالرؤوس في المسح لحقا، وجعلهما لها في المسح نسقا.
قلنا فبيننا وبينكم ما تلوتم من الآية، ففيها لنا ولكم من التبيان أكفى الكفاية، أليس إنما ذكر الله الرؤوس بالباء، فقال: { برؤوسكم }، وذكر الأرجل بالواو بالغسل في النسق، فأنسقوا الأرجل بالوجوه والأيدي في اللحوق، والأرجل بالوجوه والأيدي في الواو أحق نسوقا، فيهما وأولى في النسق بهما لحوقا، ولو كان النسق للأرجل بالرؤوس لكان { وبأرجلكم } كما قيل { برؤوسكم }.
وكفى بهذا بيانا - إن أنصفتم - لكم، ودفعا - والحمد لله - لقولكم، وألحقوا ذوات الواو بذوات الواو وأقروا ذات الباء إذا كانت واحدة فردا، فكفى بهذا لما قلتم ردا إن قبلتم فيه رشدا أو هدى، وقد وضعنا كتابا كبيرا في الطهارة كلها واستقصينا فيه , بما يكفيه، كفانا الله وإياكم بالحق كافية، وألبسنا وإياكم لباس عافيه.
Page 465