ثم عاب الله عزوجل الناس كلهم وذمهم ، ونسبهم إلى اللوم والهلع والجزع ، والمنع للخير إلا أهل الصلاة ، فإنه استثناهم منهم فقال عزوجل : { إن الإنسان خلق هلوعا(1)إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا } (2)[ المعارج :1921] ثم استثنى المصلين منهم ، فقال : { إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون(3)والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم } [ المعارج :2225 ] ثم وصفهم بالأعمال الزاكية الطاهرة المرضية الشريفة ، إلى قوله : { والذين هم بشهاداتهم قائمون } [ المعارج : 33 ] ثم ختم بثنائه عليهم ومدحهم بأن ذكرهم بحفظهم الصلاة فقال : { والذين هم على صلاتهم يحافظون ،(4) أولئك في جنات مكرمون } [ المعارج: 3435]
فأوجب لأهل هذه الأعمال الكرامة في الجنة ، وافتتح ذكر هذه الأعمال بالصلاة فجعل ذكر هذه الأعمال بين ذكر الصلاة مرتين.
Page 60