Sajinat Tihran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
عدت إلى المنزل مبللة فوجدت عليا واقفا عند البوابة المؤدية إلى الشاطئ يبكي. لماذا لا أقوى على حبه ونسيان الماضي؟ كان علي أن أستسلم كطفل يكتشف كيف يطفو على الماء للمرة الأولى.
قال: «استيقظت ولم أجدك.» ثم حملني من فوق الرمال المبللة إلى الداخل كأني طفلة. ***
عدنا إلى «إيفين» بعد أن قضينا خمسة أيام في المنزل الصيفي ولم نجد شيئا تغير. مرت أربعة أسابيع، وفي نهاية شهر أغسطس بدأت أشعر بالغثيان الشديد، وبعد أن ظللت أتقيأ بضعة أيام قرر علي أن يصطحبني إلى الطبيبة المعالجة لوالدته، فطلبت مني بضعة فحوصات ثم أخبرتني أنني حبلى في نهاية الشهر الثاني. لم تخطر ببالي مسألة الحمل، فعندما وافقت على الزواج من علي لم أفكر إلا في تداعيات هذا القرار على حياتي وحياة والدي وأندريه، لكني لم أفكر قط في الإنجاب. الآن هناك حياة أخرى ستتأثر؛ حياة طفل بريء، طفل يحتاج إلي ويعتمد علي، وسواء أأحببت ذلك أم لا فهو يحتاج إلى والده.
كان علي ينتظرني في السيارة، وطار فرحا عندما أخبرته بهذا النبأ السعيد.
سألني: «هل أنت سعيدة؟»
أزعجني سؤاله؛ إذ لم أكن سعيدة، وهذا ليس عدلا، فالطفل الذي في أحشائي لا يعلم شيئا عن حياتي، ولا يحتاج إلا إلى حبي واهتمامي، ونوعا ما كنت أنا ملاكه الحارس، فكيف يمكنني أن أتخلى عنه؟ - «سعيدة، لكني أشعر بالصدمة.» - «فلنذهب إلى منزل والدي؛ أريدهما أن يعلما في الحال.»
كنت أدرك أن والدي يجب أن يعلما، وأندريه أيضا. من الذي سيلقي بالحجر الأول؟
فور أن وصلنا إلى منزل والديه اتصل علي بأكرام. كاد والداه يطيران فرحا، وسررت لرؤيتهما سعيدين إلى هذا الحد، وطوال المساء ظلت والدته تعطيني نصائح ومعلومات عن مراحل الحمل المختلفة. شعرت أن علاقتي بوالدة علي قد توطدت أكثر من علاقتي بأمي. كنت في أشد الحاجة لأن أحيا حياة طبيعية سعيدة، حتى إنني تمنيت أن أنسى نفسي وأحب عليا، لكن هذا كان مستحيلا، فلا يمكنني أن أسامحه على ما فعله بي وبالآخرين.
قالت والدة علي: «يجب أن تبقي معنا هنا، فأنت بحاجة إلى الراحة والتغذية السليمة.»
رفضت العرض، ولكنها أصرت عليه، فتدخل السيد موسوي بقوله: «دعيها تقيم أينما تشاء. نرحب بها بالطبع، فهذا منزلها كما هو منزل علي، ولكنها ربما تود البقاء مع زوجها، والحمل ليس مرضا. لا تقلقي، فسوف تكون بخير.»
Unknown page