Sajinat Tihran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
وصلت أمي ومعها أندريه خلال بضع دقائق. كم كنت أتمنى أن أخبرهما بالحقيقة كاملة، لكني أدركت أني قد لا أتمكن من ذلك على الإطلاق. هل يمكنني أن أصوغ كل هذا الألم في كلمات؟ لقد أتيت كي أقول وداعا، وهو الشيء الوحيد الذي ينبغي علي فعله. علي أن أمنحهما وأمنح نفسي فرصة للمداواة والنسيان، وعلي أن أغلق الأبواب المؤدية إلى الماضي.
كانت أمي ترتدي وشاحا أزرق كبيرا يغطي رأسها، ومعطفا أسود على الطراز الإسلامي، وسروالا أسود. عانقتني طويلا. كنت أشعر بأضلعها تحت أصابعي؛ لقد فقدت الكثير من الوزن، وكالعادة كانت تفوح منها رائحة السيجار.
همست في أذني: «هل أنت بخير؟»
ظلت يداها تتحسسان ظهري وذراعي محاولة أن تتأكد من سلامة أعضائي، وأخيرا ابتعدت عنها، وظلت عيناها تتفحصني من رأسي إلى أخمص قدمي، ولكن بسبب الشادور الأسود الذي أرتديه لم تستطع رؤية الكثير، فلم يظهر مني سوى وجهي.
أجبتها مبتسمة: «أنا بخير يا أمي.»
تكلفت الابتسامة وسألتني: «كيف حصلت على هذا الشادور؟»
أخبرتها أن صديقة أعطتني إياه.
وهنا ملأ صوت محمد الغرفة: «تعرفون أن مارينا اعتنقت الإسلام، أليس كذلك؟»
ردت أمي والأب مارتيني في صوت واحد: «نعم.»
فتحت أمي حقيبتها، وأخرجت منديلا ورقيا جففت به دموعها.
Unknown page