Sajinat Tihran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
وفي اليوم التالي أحضر لي علي بعضا من خبز البربري والجبن للإفطار، وسألني بعد الانتهاء من تناول الطعام: «هل أنت مستعدة للتسوق؟» - «نعم، ولكن أود أن أطلب منك شيئا قبل أن نذهب.» - «ما هو؟» - «أتود حقا مساعدتي كي أحبك؟»
بدا مندهشا، وقال: «نعم.» - «إذن اصطحبني إلى الكنيسة مرة أخيرة كي أودعها.» - «حسنا سوف أصطحبك إلى هناك، وماذا أيضا؟»
أخبرته أن هناك أمرا آخر لن يعجبه، وأوضحت له أني أدرك أننا عقدنا اتفاقا وأني سألتزم بوعودي، وسأبذل كل ما بوسعي كي أكون زوجة مخلصة له، لكني بحاجة لأن أودع أندريه. إن لم أفعل، فلن يتركني شبح الماضي أبدا.
استشعرت من نظرة عينيه أنه لم يكن غاضبا. - «حسنا، علي أن أقبل حقيقة أن قلبك لن يتغير بين عشية وضحاها. سوف أدعك ترينه مرة واحدة، ولكن أريدك أن تعلمي أنني أفعل ذلك مرغما لكي أسعدك فحسب.» - «أشكرك.» - «سأجري الترتيبات اللازمة، وسوف يسمح له بزيارتك في موعد الزيارة، ربما ليس في المرة القادمة ولكن في المرة التي تليها.»
شكرته وأخبرته أني أنوي إخبار والدي عن اعتناقي الإسلام في الزيارة القادمة. - «وهل ستخبرينهما بأمر الزواج أيضا؟» - «كلا، ليس الآن. سأمهد للأمر أولا.» - «كما تشائين.» ***
أشهرت إسلامي بعد ذلك بأسبوع. أقيمت المراسم بعد صلاة الجمعة التي تقام في الخلاء في منطقة هادئة محاطة بالأشجار في «إيفين». كانت السجاجيد تغطي الأرض العشبية، وجلس الموظفون والحرس في صفوف الرجال يتقدمون النساء، لكن أغلب الحاضرين كانوا من الرجال. جلس الجميع في مواجهة منصة خشبية حيث يفترض أن يلقي آية الله جيلاني، إمام الجمعة في ذلك اليوم، الخطبة ويؤمهم للصلاة. تبعت عليا إلى آخر صفين حيث تجلس النساء، كان الجميع جلوسا ما عدا امرأة طويلة القامة كانت واقفة تتلفت حولها. نظرت لها فوجدتها الأخت مريم. ابتسمت وأمسكت يدي، ودعتني للجلوس بجوارها، وسرعان ما وصل آية الله جيلاني وبدأ يلقي الخطبة، حيث تحدث إلى الجمع عن شرور الولايات المتحدة، وأثنى على الجهود التي يبذلها الحرس الثوري وموظفو محاكم الثورة الإسلامية من أجل حماية الإسلام، وبعد الصلاة نادى اسمي وطلب مني الذهاب إلى المنصة، فضغطت الأخت مريم على يدي. نهضت من مكاني وأنا أشعر بالدوار، وأخذ الجميع يحدق إلي. سرت بخطوات مرتجفة وتقدمت نحو آية الله، وطلب مني أن أنطق جملة بسيطة: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله»، وصاح الحاضرون «الله أكبر» ثلاث مرات، معبرين عن استحسانهم. وهكذا لم أعد مسيحية.
ظلت العصافير تزقزق على فروع الأشجار المحيطة، ونسيم الجبل يداعب أوراق الشجر لتهتز أشعة الشمس في طريقها إلى الأرض، وظلت السماء زرقاء كما هي. كنت أنتظر غضب الله؛ تمنيت أن تضربني صاعقة من البرق وأنا واقفة في مكاني. كان علي جالسا في الصف الأول ونظرة الحب في عينيه تضربني أسوأ من أي صاعقة برق وتثقل قلبي بالشعور بالذنب. قال المسيح: «أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم»، فهل كان يتوقع مني أن أحب عليا؟ كيف يمكنه أن يتوقع شيئا كهذا؟
نهض علي وأعطاني شادورا أسود مطويا. - «لقد بكت أمي فرحا ودعت لك وهي تحيك هذا الثوب. كلنا فخورون بك.»
تمنيت لو شاركتهم نفس الشعور. •••
في الزيارة التالية أخبرت والدي بأمر اعتناقي الإسلام. لم أتوقع منهما أن يسألاني عن السبب، وبالفعل لم يفعلا؛ فلم يكن أحد يجرؤ أن يسأل عما يحدث في «إيفين». كل ما فعلاه أنهما حدقا إلي وانفجرا بالبكاء. أعتقد أنهما كانا يدركان أن السجين في «إيفين» ليس ابنا أو بنتا، ولا زوجا أو زوجة، ولا أما أو أبا، بل هو سجين فحسب.
Unknown page