Sahyuniyya Calamiyya
الصهيونية العالمية
Genres
هذان مذهبان منشقان في الحقيقة عن العقيدة الصهيونية الدينية، أحدهما يلغي الفواصل بين اليهود وبين أمم العالم خلافا لعقيدة الشعب المختار، والآخر يجعل الصهيونية وطنا قائما بغير العرش الموعود في بيت داود.
فلما صدر وعد بلفور وتغلبت الفكرة القومية على الفكرة الدينية وعلى الفكرة العالمية، برز الدعاة القوميون في الميدان وأسكتوا من عداهم من أصحاب المذاهب بين اليهود، وانتصروا على المعارضين ولا يزالون منتصرين عليهم بقوة النجاح الموقوت.
ولكنه نجاح لا يدوم.
بل هو في الواقع نجاح مشئوم.
فاليهود الذين أوشكوا أن يحطموا الحواجز بينهم وبين أمم العالم قد عادوا بفعل ذلك النجاح المشئوم إلى عزلة جديدة تنقلب مع الزمن شرا عليهم من عزلتهم الأولى.
وهؤلاء الذين نجحوا اليوم بإنشاء دويلة إسرائيل قد أثاروا في نفوس أبناء دينهم عصبية لا طاقة لهم بإشباعها، ولا طاقة لهم بالاستغناء عنها، ولا مناص لها من الاصطدام بالواقع في زمن غير قريب.
هل في وسع إسرائيل أن تصبح وطنا لجميع اليهود المتفرقين في أنحاء العالم؟
هل في وسع اليهود أن يعيشوا في أنحاء العالم بعصبية قومية سائرة بين الأوطان التي يدينون لها بالولاء؟
إذا كانت العزلة قد جرت عليهم عداوة الأمم في الماضي فهي لا تنجيهم من تلك العداوة بعد شيوع أمرها، وانتباه الناس لمؤامراتها ودسائسها.
وإذا كان نجاح الصهيونيين في إنشاء الوطن القومي بفلسطين قد نصرهم على معارضيهم من أبناء دينهم، فلا غنى لهم عن دوام هذا النجاح لدوام هذا الانتصار.
Unknown page