Sahyuniyya Calamiyya
الصهيونية العالمية
Genres
وفي تاريخ الإرهاب من عهد شيخ الجبل - أو عهد حسن بن الصباح - أمثلة على البداية والنهاية في هذا الطريق، فقد بلغ الخطر أشده حين أحس به الجميع، فلما أحس به الجميع قضى عليه وجنى على نفسه كما جنى على ضحاياه.
حياة الصهيونية العالمية في الصلح مع العرب، وفي استبقاء نفوذها بالبلاد الأمريكية، وكل جهودها في العصر الحديث ضائعة إن لم تحقق هاتين الغايتين.
الفصل الخامس عشر
عصبية الصهيونية في ميدان الثقافة والسياسة
عصبية الصهيونية الحمقاء داء قديم متأصل في نفوس القوم لا يسلم منه كبير فيهم ولا صغير، ولا تخفى شواهده عمن تنزه عن الغرض، سواء نظر إلى تاريخهم القديم أو تاريخهم الحديث.
وقد أشرنا في هذه الفصول إلى هذا الداء الوبيل، وأتينا على بعض شواهده.
ونشير هنا إلى بعض آثار هذه العصبية وتبشيرها بالدعوات والحركات المضللة في ميادين الثقافة والعلم والسياسة، فتمضي أكاذيبها بين الكثيرين من المستنيرين وكأنها حقائق لا تقبل الشك، أو آراء جديدة تقابل بالجد والاهتمام.
وإنهم ليستعدون لترويجها والدعوة لها بمن يجندون من صفوفهم أو من حملة الأقلام المأجورة لخدمتهم، ويظهر منها ما يظهر، ويختفي ما يختفي، مقدرا على حسب الأجواء المهيأة له، وكل ذلك يجري في غفلة عن بواعثه الخفية والدسائس اليهودية.
وما أشد ما تتردد الدعايات الحماسية المحمومة في الكتب والصحف والمعارض ودور الصور المتحركة لما يبتدعون أو يبتدع غيرهم من المدارس والمذاهب الأدبية والفنية العلمية والفلسفية التي تتجه إلى الهدم خدمة للصهيونية، كما تتردد هذه الدعايات المجموعة من أجل هذا الغرض لتعلي شأن البارزين والبارزات من اليهود حتى تطغى شهرتهم على من هم أولى منهم بالتقدير والشهرة، أو لتغض من أقدار النابغين من غيرهم دون جناية لأحد من هؤلاء المظلومين إلا أنه ليس من اليهود ولا صنائعهم وأوليائهم، أو ممن قال فيهم يوما كلمة الحق تغضبهم ، فاستحق من أهلها المقت واللعنة من رضوانهم ورضوان أذنابهم في كل ميدان.
وأمامنا الحركات الفكرية والاجتماعية والسياسية في الغرب، وأصداؤها هنا وهناك، فإن دراستها على حقيقتها دون عناوينها تدل على عبث الصهيونية بأقدس القيم، وتسخيرها كل حركة - ما استطاعت - لإفساد العقول والأخلاق.
Unknown page