Sahyuniyya Calamiyya
الصهيونية العالمية
Genres
Appian
حيث وجه السؤال بصددها إلى المؤرخ اليهودي يوسفيوس، فبماذا أجابه يوسفيوس؟
إنه لم ينكر السبة لأنه لا سبيل للإنكار، وإنما اعترف بها واعتذر منها كما قال بحروفه: «إننا نسكن بلدا بعيدا من البحر، ولا نتصل بالمعاملات، وليست بيننا وبين الأمم مواصلات، فهل من العجب أن أمة كهذه الأمة على بعدها من البحر قبل اشتغالها بالكتابة تظل مجهولة بين غيرها؟»
وقد أورد فولتير هذه العبارة، فعلق عليها قائلا - على فرض أن كتب العهد القديم تعد من كتب الصهيونية: «لا بد نلاحظ أن اثنين وعشرين كتابا صغيرا ليست بالعدد الكبير إذا نظرنا إلى آكام الكتب التي كانت محفوظة في مكتبة الإسكندرية ... ولا شك أن اليهود قد كتبوا قليلا وقرءوا قليلا، وأنهم كانوا على جهل مطبقفي علوم الهيئة والرياضة والجغرافية والطبيعيات، وأنهم لم يفقهوا شيئا من تواريخ الأمم الأخرى، ولم يبدءوا بالتعلم إلا في الإسكندرية، حيث أخذوا يهتمون بتحصيل بعض المعارف، وما كانت لغتهم إلا خليطا بربريا من الفينيقية والكلدانية المحرفة، ناقصة في تصريفات الأفعال، فقيرة في أدوات التعبير، وهم عدا هذا لا يظهرون الغرباء على كتبهم ولا على عناوينها ...»
ومن السهل أن يقال عن فولتير كل شيء إلا أنه كان من أعداء الساميين، ولو كان من أعدائهم لما قدح ذلك في كلامه عنهم، لأنه لم يقرر كلمة واحدة في غير الواقع الملموس.
تلك حقيقة الدعوى التي يروجها الصهيونيون عن النبوغ المحسود، وعن الكراهية التي يثيرها في النفوس امتيازهم بالكفايات والملكات، فهم في الثقافة عالة على كل أمة يستمدون منها التعليم، وهم في ميادين الأعمال دون غيرهم من الأمم التي لا تستعين بالطوابير الخامسة كما يستعينون بها، وآية ذلك ظاهرة من المقارنة بينهم وبين الجاليات الأخرى من الديار المصرية.
وتلك الطوابير الخامسة هي مصدر القوة الصهيونية العالمية، وهي التي نشرحها فيما يلي من الفصول.
الفصل الثامن
الصهيونية العالمية وطوابيرها الخامسة في ميادين السياسة والاقتصاد
الطوابير إذن هي مصدر القوة الكبرى للصهيونية العالمية؛ لأنها منتشرة في كل بلد، متفقة على الحقد والضغينة وإن لم تتفق على المحبة والخير، مطلعة على أسرار الدول وأسرار الشركات وأسرار المجتمعات.
Unknown page