بحث في حديث السفينة
قال الجلال بعد ذكر خبري السفينة، وإني تارك فيكم، والمراد بخبري السفينة: ((أهل بيتي كسفينة نوح...إلخ))، ((وأين يتاه بكم عن علم...إلخ)):
ثبتت تلك الأحاديث من طرق لايتسع لها هذا المقال ؛ لأنها متواترة المعنى كما حققناه نقلا في شرحنا لمختصر المنتهي وهو يغني عن تواتر اللفظ، إلا أن في ذلك بحثا، وهو: أن الأحاديث المذكورة إنما تنتهض على حقية إجماعهم لا على حقية رأي أفرادهم المختلفين، لجواز أن يكون الحق مع من لايقلده المقلد لعدم تعين الحق، ولو تعين المحق لكان تقليده متعينا لا أولى فقط، فالصواب ربط الأولوية بشهرة الورع والإجتهاد كائنا من كان انتهى كلام الجلال من ص65، 66 من ضوء النهار .
تعليق:
ما أحق الجلال بأن يجاب عنه بالحديث الذي ذكره هو في هذا البحث وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أين يتاه بكم عن علم تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة حتى صار في عترة نبيكم))، ومن أين ساغ له الحكم بتقليد غيرهم على الإطلاق مهما شهر بالورع والإجتهاد، أين الدليل على ما تدعي، يشكك في مدلول النصوص المتواترة، ثم يرفضها ويحكم برأيه من دون دليل.
نعم، الجلال راكب ناقة صعبة ليس لها زمام، فهي تقحمه المهالك والمغاوي.
هذا، وقد علق صاحب المنحة على كلام الجلال، وقال: إن عدم انتهاض تلك الأحاديث على حقية رأي أفرادهم لاتبطل دلالتها على أولوية تقليدهم !!.
Page 1