Sahih al-Targhib wal-Tarhib

Naser al-Din al-Albani d. 1420 AH
76

Sahih al-Targhib wal-Tarhib

صحيح الترغيب والترهيب

Publisher

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

Publisher Location

الرياض

Genres

حديث تقريبًا، أقدّر أنها ثابتة الأسانيد من بين الرقم المذكور (١٨٠٠)، وقد تكلّم عليها بكلام لا يفيد الصحة ولا الحسْن، وإنما الثقة للرواة فقط؛ كما سبق بيانه، وما ذلك إلا لسبب أو أكثر من الأسباب التي سبق أن ذكرتها، وأشار الحافظ المنذري إلى بعضها في كلامه المنقول عنه آنفًا. ٣٩ - سبب كثرة أوهام المنذري في "الترغيب" هذا، وإن في مطلع كلامه ما يمكن أن يعتبر عذرًا له في وقوع تلك الأوهام منه، والتي تضجّر من كثرتها الحافظ الناجي؛ كما يأتي عنه، ذلك هو قوله رحمه الله تعالى: "ضيق وقته، وترادف همومه، واشتغال باله، وغيبة كتبه". وأهم ما فيه: "غيبة كتبه"، فإنه يعني: أنه اعتمد في تأليفه للكتاب على ذاكرته، وذلك صريح في مقدّمته، وفي كلمته السابقة، وغيرها، حيث أفاد أنه أملاه إملاء مِن حفظه، ومن المعلوم أن الذاكرة مهما كانت نيرّة؛ فقد تخبو، والجواد مهما كان أصيلًا؛ فقد يكبو، ولذلك فلا بدّ لمن أملى كتابًا من حفظه أن يراجع أصوله قبله وبعده، ليتثبّت من صحة حفظه، وصواب إملائه، فإذا لم يتيسّر له ذلك، لغيبة كتبه كان أمرًا طبيعيًا أن تكثر أخطاؤه، لا سيّما إذا انضم إلى ذلك "ترادف همومه، واشتغال باله"، وإلا فمطلق الخطأ أمر لا يكاد ينجو منه إنسان وبخاصة إذا كان مؤلفًا، وهذا ما صرّح به المنذري فيما سبق: "فإن كل مصنِّف مع التؤدة والتأني وإمعان النظر، وطول الفكر، قل أن ينفكّ عن شيء من ذلك، فكيف بالمملي مع ضيق وقته … " إلخ.

1 / 78