321

Ṣaḥīḥ al-Adab al-Mufrad

صحيح الأدب المفرد

Editor

محمد ناصر الدين الألباني

Publisher

دار الصديق للنشر والتوزيع

Edition

الرابعة

Publication Year

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Genres

٧٢٨/٩٤٦ (صحيح) عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "مَا كَانَ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ رُؤْيَةً مِنَ النَّبِيَّ ﷺ، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا إِلَيْهِ (١)، لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لذلك".

(١) كذا في الأصل، وفي " مشكل الآثار" و"مسند أبي يعلى": " له " والظاهر أنه الصواب للفرق الذي سبق بيانه بين "القيام له " و"القيام إليه" وأن الأول هو المكروه، وأما القيام الآخر فلا شك ي جوازه لعامة الناس فضلًا عن سيدهم، كما في حدث سعد بن معاذ الذي قبله، وقد يكون واجبًا أحيانًا، ولا سيما لخصوص النَّبِيَّ ﷺ كما لا يخفى.
وإن مما يؤكد ما صوبته رواية البيهقي بلفظ" " ولم يتحركوا"؛ فإنه بمعنى: " لم يقوموا له "، للإطلاق الذي فيه، ونحوه رواية الترمذي وأحمد التي ليس فيها: " إليه" ولا " "له".
وفي رواية البيهقي فائدة لا بد من ذكرها؛ لأنها تلقي نورًا يبين للقراء أن حفاظ الحديث كانوا يقتدون به ﷺ فِي كراهتهم لهذا القيام الذي ابتلي الناس به في هذا الزمان، وفيهم كثير من الخاصة فقال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (هو الحاكم صاحب المستدرك) قال:
" حضرت مجلس أبي محمد؛ عبد الرحمن بن المرزباني الخزاز بـ (همدان) - محدث عصره [له ترجمة جيدة في " سير الذهبي" (١٥/٤٧٧) ووصفه بـ" الإمام المحدث القدوة.. أحد أركان السنة بـ (همدان)، كان صدوقًا قدوة، له أتباع".]- فخرج إلينا ونحن قعود ننظره، فلما أقبل علينا قمنا عن آخرنا: فزبرنا ثم: قال: نا، ... ".
قلت: ثم ساق إسناده إلى أنس بهذا الحديث ومثل هذه عن السلف كثير، لو جمعت لجاء من ذلك رسالة لطيفة، لعل أحد إخواننا المجدين ينشط لذلك، ولله الموفق.

1 / 353