و"عَيَّ بالأسْناف"١.
و"انْشأِي يُرمَ لكِ".
و"هو باقِعة"٢.
و"قلبٌ لَو رَفع".
و"عَلَى يَد فاخْضَمْ".
و"شأنك إِلاَّ تركُه مُتفاقم".
وهو كثير بمثله طالت لغةُ العرب اللغات. ولو أراد معبرٌ بالأعجمية أن يعبر عن الغنيمة والإخفاق واليقين والشكّ والظاهر والباطن، والحق والباطل، والمبين والمشكل، والاعتزاز والاستسلام لعيّ بِهِ. والله جلّ ثناؤه أعلم حَيْثُ يجعل الفضل.
ومما اختُصت بِهِ لغةُ العرب -بعد الَّذِي تقدم ذكره- قلبهُم الحروف عن جهاتها، ليكون الثاني أخفَّ من الأول، نحو قولهم: "ميعاد" وَلَمْ يقولوا "مِوْعاد" وهما من الوعد، إِلاَّ أن اللفظ الثاني أخفُّ.
ومن ذَلِكَ تركهم الجمعَ بَيْنَ السَّاكنَينِ، وَقَدْ تجتمع فِي لغة العجم ثلاث سواكن. ومنه قولهم: "يَا حارِ" ميلًا إِلَى التخفيف.
ومن اختلاسهم الحركات فِي مثل٣:
فاليومَ أشرَبْ غيرَ مُسْتَحقِبٍ
ومنه الإدغامُ، وتخفيفُ الكلمة بالحذف، نحو"لَمْ يَكُ" و"لَمْ أُبَلْ" ومن ذَلِكَ إضمارهم الأفعال، نحو"امرؤ أتقى الله" و"أمرَ مُبكياتِكِ، لا أمرَ مضْحكاتِكِ".
وممّا لا يمكن نقْله البتَّةَ: أوصافُ السيف والأسد والرمح وغير ذَلِكَ من
_________
١ مجمع الأمثال: ٢/ ١٨. وأساس البلاغة مادة "سنف"، ويضرب لمن تحير في أمره. والسناف للبعير بمنزلة اللبب للدابة. وقد سنفت البعير: شددت عليه السناف.
٢ مجمع الأمثال: ١/ ٩٦، والباقعة: الداهية.
٣ ديوان امرئ القيس: ١٤٩. وشطره:
إثما من الله ولا واغل
1 / 21
باب القول على لغة العرب: أتوقيف أم اصطلاح
باب القول على الخط العربي وأول من كتب به
باب القول في أن لغة العرب أفضل اللغات وأوسعها
باب القول في لغة العرب وهل يجوز أن يحاط بها
باب القول في اختلاف لغات العرب
باب القول في أفصح العرب
باب اللغات المذمومة
باب القول في اللغة التي بها نزل القرآن
باب القول في مأخذ اللغة
باب القول على لغة العرب
باب القول على أن لغة العرب لم تنته إلينا بكليتها
باب انتهاء الخلاف في اللغات
باب مراتب الكلام في وضوحه وإشكاله
باب ذكر ما اختصت به العرب
باب الأسباب الإسلامية
باب القول في حقيقة الكلام
باب أقسام الكلام
باب الفعل
باب الحرف
باب النعت
باب القول على الاسم من أي شيء أخذ
باب آخر في الأسماء
باب ما جرى مجرى الأسماء وإنما هي ألقاب
باب الأسماء التي تسمى بها الأشخاص على المجاورة والسبب