تندب حين أمهم تندب
قال اجعلوه مثل أترابه
من كان من مذهبه يذهب ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
وأقبل الصبح على أيم
وصبية ليس لديهم أب
يا بحر لو تنطق أخبرتنا
ما قال من غيبت إذ غيبوا
الظلم له يد وليس له فؤاد. يغمد خنجرا من خناجره في قلب من قلوب الناس، فلا يستشعر لذلك ألما. القتيل مضرجا بدمه لديه كالحي مضمخا بطيبه. ظلمات الليالي وظلمات البحار وظلمات القبور. كل تستسر في أثنائها بدور مطالعها الشباب ومنازلها الآمال. وإذا كان لأهل الويل تراث، فاللواعج التي تذكيها الذكر والحسرات التي تستديمها الصروف. أجسام ما زهور الرياض ولا نيرات الآفاق ولا عقيان القلائد ولا جواهر التيجان بأحسن منها منظرا. تربى متنقلة في الدلال من حنو مرضعة إلى غناء مربية، إلى ابتسامة أم، إلى مواصلة حبيب كل ذلك لمصرع لحظة يتلوها الفناء. ما أضيع الأمل وما أعدى القضاء!
في ليلة من ليالي الشتاء سكنت تحتها الأشياء وتحركت الضمائر سوداء الجلباب بيضاء الصقيع. طرقوا باب المظلوم فأطل عليهم. قال: من الطارق المنتاب؟ قالوا: أجب، شفيق يدعوك.
فقام إلى ثيابه فلبسها، ومال إلى أهله فودعهم، وتوسط رسل البين وزبانية جهنم فأركبوه عربة سارت حتى وقفت بهم أمام باب كبير. فمشى الرسل ومشى بينهم المظلوم، فأدخل به على من وجه في طلبه. فتقدم خطوات وسلم تسليم غير المشتاق، ووقف ينتظر الجواب. هذا الموقف مهيع من الحياة إلى الموت. تعلل كل ثانية من ثوانيه نافع لمن ناله. رحمة الله على أبي تمام إذ يقول:
Unknown page