جريدة العرب
أما في بغداد فبعد أن استتب للمحتلين الأمر أرادوا خلق جريدة قوية تخدم أغراضهم وتنشر خططهم وتطلع الجماهير على سياستهم الظاهرة، وبخاصة بعد أن بلغت الحرب هذا الشوط واستولى الإنكليز على قسم كبير من الأراضي العراقية، ولا تزال جيوشهم تقاتل للاستيلاء على بقية الأقسام، فوضعوا نصب أعينهم مشروع جريدة يومية، فلم تمض عليهم ثلاثة أشهر حتى استطاعوا أن يطلعوا على الناس بهذه الجريدة. وقد دعوها «العرب».
ومن الطريف أن نترجم فقرات من إحدى «رسائل كرترودبيل» إلى والدها وهي مؤرخة في 29 حزيران (يونيو) سنة 1917، وفيها تنبئه بميلاد هذه الجريدة الجديدة. وقد اضطلعت الكاتبة وهي في منصبها في الحكومة المحتلة بأوفر نصيب من العمل الصحفي التأسيسي، قالت «الخاتون» وهو اللقب الذي أطلقه عليها الأهلون عندنا:
تتخذ التدابير لإصدار جريدة محلية عربية، وهي الجريدة التي طال تشوقنا إلى صدورها، ولم يعقنا عن ذلك إلى الآن إلا فقدان الورق، فبعد إجراءات رسمية عديدة توصلنا إلى تحقيق هذه الرغبة. وقد عهد بإدارة سياستها وتحريرها إلى المستر جون فيلبي - ممن ولي مناصب مهمة في حكومة الاحتلال في قطرنا - أما هيئة تحريرها فقد ألفناها من أصدقائي الأقربين - الأصدقاء العرب - ونتوقع أن نحتفل بصدور عددها الأول في غرة تموز (يوليو)، وسنجعلها جريدة ذات شأن وسميناها «العرب»؛ لأنها أول جريدة تصدر في العهد الجديد من حرية العرب - على حد تعبيرها.
هذا ما قالته الخاتون في كتابها إلى أبيها، غير أن الأب أنستاس ماري الكرملي الذي تصدر ديوان الإنشاء في جريدة العرب سنوات قال لي:
كان القوم يرون تسميتها ب «الأوقات البغدادية»، ثم على طلب الخاتون استشرت في هذه التسمية محمود شكري الألوسي فاقترح أن تدعى «العرب» فاستحسن السر برسي كوكس الحاكم العام هذه التسمية فكانت جريدة «العرب».
وذكر ريدلي
M. R. Rideley
في كتابه عن الخاتون
Gertrude Bell
Unknown page