Ṣafwat al-ʿaṣr fī tārīkh wa-rusūm mashāhīr rijāl Miṣr
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
Genres
ولما قامت الثورة العرابية كان المرحوم إسماعيل جودت من زعمائها «مع صديقه البارودي باشا والإمام عبده،
2
وحوكم في نهايتها مع من حوكم فقضي عليه بالنفي ثلاث سنوات خارج القطر، فاختار الإقامة في الأستانة حيث كان على صلة بالخديوي إسماعيل باشا، وكان صاحب الترجمة يقصد معه قصر أميرجان، حيث يقيم الخديوي السابق وقد انتدبت الدولة العلية والد صاحب الترجمة ضمن وفد المرحوم حسن باشا فهمي؛ لتقرير اتفاقية مؤتمر لندن سنة 1885 الخاصة بمصر، وفي أثناء رحلته تعرف بكبار رجال السياسة من الإنجليز، وله معهم أحاديث مشهورة.
3
ولما انقضت مدة النفي عاد والد صاحب الترجمة لمصر بالرغم من إلحاح السلطان عليه بالبقاء، وعرض ولاية اليمن عليه؛ لأنه كان رحمه الله متفانيا في حب بلاده.
وقد عرض على الحضرة السلطانية كثيرا من مشروعات الإصلاح الخاصة بها، ومن ضمنها مشروع إصلاح أعيان الأوقاف بمصر لاستغلالها وقد أوصى عليه السلطان الغازي مختار باشا؛ ليساعده لدى الخديوي على تنفيذ مقترحاته بخصوص الأوقاف، ولكن حالت الظروف السياسية دون ذلك، ولبث والد صاحب الترجمة بعيدا عن وظائف الحكومة مشتغلا بمهنة المحاماة حتى توفي سنة 1896م.
وقد حصر همه في سني حياته الأخيرة في تثقيف ولده صاحب الترجمة، وتعهد خلقه واستكمال علمه وأدبه حتى إذا توفي والده وهو لم يكد يتم السادسة عشرة من عمره كان رجلا قوي النفس، مطلعا على ما لا يعلمه حتى الشيوخ من أمور سياسة الشرق وأحواله.
حياته العلمية
ولما أتم صاحب الترجمة دروسه بالمدرسة الخديوية سنة 1898م، درس القضاء بمدرسة الحقوق الفرنساوية، وأدى امتحاناته أمام جامعة باريس حيث حاز شهادة الليسانس في العلوم القانونية، ثم أدى امتحان المعادلة أمام مدرسة الحقوق الخديوية بمصر حيث حاز شهادتها، وكان لم يزل منصرفا إلى الدراسة ولكن همه منحصر على الأخص في دراسة الاجتماعات والشؤون المصرية، وله مؤلفات عديدة في الأدب والاجتماع والجغرافية والتاريخ، من ذلك حوالي خمس عشر رواية أدبية معربة، ورواية تمثيلية «الإيمان» صادفت إقبالا عظيما لما مثلت في الأوبرا سنة 1914م، ثم كتاب الدليل العصري للقطر المصري، ومصر في القرن التاسع عشر وقوانين المجالس الحسبية وأمة الملايو، وهو عضو في كثير من الجمعيات العلمية المصرية والأجنبية، كجمعيتي الجغرافية الملكية المصرية والأميركية، وجمعية السجون الفرنسية، والجمعية الملكية للاقتصاد السياسي، والتشريع والمجمع اللغوي المصري، كما أنه من مؤسسي وأعضاء إدارة جمعية الرابطة الشرقية بمصر.
حياته الحكومية
Unknown page