371

Ṣafwat al-ʿaṣr fī tārīkh wa-rusūm mashāhīr rijāl Miṣr

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Genres

صفاته وأخلاقه

كان الفقيد رحمه الله على جانب عظيم من الوداعة وكرم الأخلاق، واللطف رقيق الإحساس، طيب السيرة والسريرة ما رأى قط بائسا طرق بابه إلا وغمره بإحسانه وطيب خاطره وشمله برعايته، أسكنه الله فسيح جناته وجعل الجنة مثواه.

ترجمة حضرة صاحب العزة السري الوجيه أمين بك خياط

كبير أعيان بندر أسيوط

كلمة للمؤرخ

حقا لقد صدق المثل القائل: «إن هذا الشبل من ذاك الأسد»، فإن حضرة صاحب الترجمة أعزه الله وأبقاه عنوان فخر للشبيبة المصرية حيث أودع الله في نفسه العالية صفات سامية وأخلاق عالية وهمة شماء، ويكفيك فعاله الغراء ومآثره الفيحاء فكم له من عمل مبرور ومشروع مشكور، وهاهي حسناته وتبرعاته المتوالية للجمعيات الخيرية والمستشفيات وغيرها تنبئ بأنه شهم غيور وأديب مشهور.

صاحب العزة أمين خياط.

مولده ونشأته

ولد حضرة صاحب الترجمة في بندر أسيوط سنة 1900م، وتربى في أحضان والديه تربية صالحة، ولما بلغ أشده أدخله مدرسة الأمريكان بأسيوط فاغترف من بحور علومها، وارتشف كؤوسها العذبة بهمة لا تعرف الملل ونشاط لا يعتوره كلل، فكان بين الطلبة مثال الذكاء والاستقامة محبوبا جدا من عموم أساتذته، محترما بين أقرانه ومن ثم أرسله إلى المدارس والكليات العالية، فأتم علومه فيها، ولما كان الوحيد لوالده وفي حاجة عظمى لمن يعاونه على إدارة شؤون دائرته الكبرى، وأطيانه الواسعة، فقد أخذ في تمرينه على هذه الأشغال طويل زمن حتى أصبح ملما بكل شاردة وواردة، وحل محل المرحوم والده في إدارة أعماله جميعها، فذاع فضله واشتهر كرمه بما كان يجود به من وقت لآخر بالأموال الطائلة على البر والإحسان، إلى أن بلغ مسامع جلالة مولانا المليك المعظم، فأنعم عليه بالرتبة الثانية جزاء فضله وشهامته.

ولحضرة صاحب الترجمة ولع شديد في اقتناء ثمين الجياد، وله في اصطبلاته الكثير منها لا سيما ما كان منها للسبق في مصر والإسكندرية، حتى اشتهر بالربح في مضمار السبق.

Unknown page