277

Safwat Casr

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Genres

صلى الله عليه وسلم

وقد منحته الحكومة المصرية مكافأة على جده النيشان المجيدي، ثم العثماني ثم نيشان النيل من الدرجة الرابعة، وما زال حفظه الله يقوم بما عهد إليه من وكالة دار الكتب المصرية والخطابة في المسجد الحسيني بما هو معروف عنه، ومشهور بين إخوانه وعارفيه من سعة الخلق ولين الجانب وخدمة قاصديه يشهد بذلك كل من عرفه.

ولما توفي المرحوم السيد مكرم نقيب السادة الإشراف بالديار المصرية في أغسطس سنة 20 صدر الأمر الملكي الكريم بإسناد منصب نقابة عموم السادة الإشراف بالقطر المصري إلى صاحب الترجمة؛ لما هو معروف عند صاحب الجلالة الملك فؤاد الأول حفظه الله من أن أسرة المترجم عريقة في الحسب صحيحة النسب إلى الحضرة النبوية، ومنحه نيشان النيل من الطبقة الثانية، ولما كان جلال هذا المنصب لا يتفق مع التوظف في دار الكتب رأت الحكومة إحالة المترجم على المعاش؛ ولكي لا تحرم دار الكتب من تجاريبه ومعلوماته الفنية. وفي أثناء سنة 1921 توجهت إرادة حضرة صاحب الجلالة الملك إلى جمع نفائس المؤلفات العربية النادرة، وحفظها في دار الكتب المصرية، فعهد إلى سماحة السيد المترجم بالسفر إلى الأستانة؛ ليبحث في مكاتبها العديدة النفيسة عن نوادر المؤلفات العربية التي لا توجد في مصر، فصدع السيد المترجم بالأمر وسافر إلى الأستانة في نوفمبر سنة 1921 وزار كل كتبخاناتها، وبحث ونقب عن نوادر أسفارها واختار منها نحو مئة وخمسين مؤلفا من نوادر المؤلفات التي لا توجد في مصر، وأخذ صورها تامة كاملة بالفتوغرافية وهذه المؤلفات الآن في دار الكتب المصرية درة في تاجها وغرة في جبينها، وكان مسكنه في الأستانة موردا للأدباء والفضلاء والأمراء زاره فيه كبار القصر الملكي، وقد حظي في أثناء إقامته بمقابلة السلطان محمد وحيد الدين سلطان تركيا في ذلك الوقت، فلقي منه كل عطف وتلطف ومنحه في أثناء هذه الزيارة النيشان العثماني من الطبقة الثانية، وعاد المترجم إلى القاهرة في فبراير سنة 922 موفور الكرامة مرموقا بالإجلال والاحترام، ولما شرعت المملكة المصرية في تكوين البرلمان عين حضرة صاحب الجلالة الملك سماحة السيد المترجم عضوا في مجلس الشيوخ، ولما انتظم عقد هذا المجلس انتخب السيد من هيئة المجلس عضوا في كثير من لجانه، وما زال يشتغل مع زملائه بجد ونشاط في هذه اللجان؛ أملا في إصلاح بلاده وإيصال الخير إليها.

صفاته وأخلاقه

وحضرة السيد صاحب الترجمة على جانب عظيم من الرأفة بالبؤساء، مشهور بالدعة وكرم الأخلاق وحسن المعاشرة محبوب عند الجميع لفضله وصلاحه واستقامته، وغزارة علمه وأدبه الجم. أكثر الله من أمثاله لخدمة البلاد ونفع العباد.

ترجمة حضرة صاحب العزة السري الجليل والمالي الشهير يوسف دي بيشوتو بك

كلمة المؤرخ

إن الثقة العظيمة التي حازها هذا المالي الجليل لدى الخاص والعام وشهرته التي لا حد لها بالذمة والاستقامة، والعطف على البؤساء، وإسداء الإحسان ومديد المساعدة لكل عمل خيري لمما يسر كل غيور على تقدم شعور الأمم نحو بني الإنسان، ورقي إحساسه وسمو تربيته، وسيجزي الله تعالى أولئك الساعين للخير، ويثوبهم جزاء حسن فعالهم ثوابا عظيما، إن الله لا يضيع أجر العاملين المخلصين.

حضرة صاحب العزة السري الجليل والمالي الشهير يوسف دي بيشوتو بك كبير تجار الإسكندرية والعاصمة والعضو المعين بمجلس الشيوخ.

مولده ونشأته

Unknown page