188

Safwat Casr

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Genres

وفيت لله حقا في توخيه •••

قل «لابن سينا» و«داود»: لقد هدم

الركن المكين الذي كنا نرجيه

وانعم بدار التقى في ظل مغفرة

والتك من فضل ما قد كنت توليه

أحمد حسني - بالحقانية

حقا لقد خسرت مصر خسارة لا تعوض، وفقد العلم رجلا من كبار رجاله العاملين في مصر بوفاة المغفور له الدكتور محمد طلعت باشا وكيل وزارة الداخلية للشؤون الصحية، وكانت وفاته رحمه الله إثر مرض لم يمهله أكثر من ثلاثة أيام، فعظم الحزن والأسى عند نعيه، وبكى المصريون نابغة من نوابغهم العاملين، وعصاميا كبيرا من علمائهم العاملين.

فقيد الطب والعلم المغفور له الدكتور محمد طلعت باشا وكيل وزارة الداخلية في مصلحة الصحة.

توفي الفقيد عن 61 سنة قضاها في خدمة وطنه وحكومة بلاده، وقد تخرج في الطب من جامعة مونبليه بفرنسا وظل متصلا بمدرسة الطب المصرية ربع قرن معلما ومؤلفا ومطببا، فتخرج على يديه مئات الأطباء، كما وقد أنقذ ألوف المرضى من الأخطار، وتعين رئيسا لأطباء وزارة المعارف سنة 1912م، وفي سنة 1923م تعين وكيلا لوزارة الداخلية في الشؤون الصحية، وكان رحمه الله مثال الجد والاجتهاد عالما بارعا بفنون الطب نابغة في الأمراض الباطنية، وحياة الفقيد الأخيرة في وزارة الداخلية تشهد بخدماته الجليلة، ويقظته لخدمة الأمة وحرصه على حياتها. فما من مرض ينتشر أو وباء يذاع عنه إلا وتظهر منشورات مصلحة الصحة بالإرشادات لعموم الأطباء، مع بيان نوع المرض وطرق الوقاية منه وكل ذلك ينشر على صفحات الجرائد السيارة؛ ليطلع الناس ويكونوا في مأمن من عدوهم المهاجم للصحة، وهي سنة حديثة لم تظهر إلا في عهد المغفور له طلعت باشا الذي يعد موته خسارة فادحة للطب في مصر.

ولقد أقامت جمعية الأطباء المصرية حفلة تأبين لهذا الفقيد العظيم في الساعة الخامسة ونصف من مساء الجمعة 3 أغسطس سنة 1923، فأم نادي مدرسة الطب الملكية عدد عظيم من الأطباء يتقدمهم سعادة الرئيس المرحوم الدكتور السيد عيسى حمدي باشا، وافتتحت الجلسة تحت رئاسته بقراءة آي الذكر الحكيم، ثم قام حضرة الدكتور نجيب إسكندر وألقى رثاء مؤثرا أسال العبرات، ومما ذكره عن الفقيد بالنيابة عن سعادة رئيس الحفلة قوله:

Unknown page