رسم وتاريخ حياة المغفور المرحوم الفريق راشد حسني باشا بطل من أبطال مصر.
كان المغفور له الفريق راشد حسني باشا جركسي الجنس، ولد بالقوقاز عام 1258 عربية، وتوجه إلى الأستانة وعمره إذ ذاك تسع سنوات، ومكث بها سنتين ثم حضر إلى مصر عام 1269ه في عهد المغفور له عباس باشا الأول والي مصر في ذاك العهد، والتحق في السنة المذكورة بمدرسة المفروزة البيادة، فتفوق بالذكاء والجد والاستقامة مما دعا الحكومة إلى اختياره ضمن البعثة التي أوفدتها إلى فرنسا سنة 1270ه في أوائل عهد المغفور له سعيد باشا؛ للتمرن على الأعمال الحربية والتعليمات العسكرية، فأقبل عليها بشغف عظيم، وأخذ منها مدة عامين بقسط وافر، وبعد أن عاد إلى مصر مع الإرسالية في عام 1272ه برتبة ملازم أول ألحق في 3 جي بلك بأورطة الشيشخانة، ثم رقي إلى رتبة يوزباشي ثاني وألحق في 2 جي بلك بأورطة الشيشخانة بالقلعة العامرة، وفي عام 1273ه رقي إلى رتبة يوزباشى أول، وألحق في 3 جي طابور بيادة في الفرقة الشرخجية التابعة للواء شريف باشا، وفي 29 جمادى عام 1274 رقي إلى رتبة صاغ قول أغاسي في 1 جي طابور 2 جي سعيدية، وفي عام 1275ه رقي إلى رتبة بمباشي في 123 جي طابور، وصار يتنقل بين أورط السعيدية وأورط الشرخجية إلى أن رقي إلى رتبة ميرالاي، وفي 23 ربيع الآخر سنة 1276ه تعين على 2 جي ألاي سعيدية، ومنها صار الاستغناء عنه وعن جملة ضباط لإخلاء عساكر السبعة جي أورطة في سنة 1277ه، ثم صار استخدامه بتفتيش أقاليم الوجه القبلي برفقة عبد الله باشا الأرناءوطي عام 1279ه، وحضر من التفتيش المذكور إلى 5 جي بيادة لسفرية السودان، وفي سنة 1280ه تعين على 4 جي بيادة بالتاكة بالسودان، ومنها أيضا انتقل إلى 1 جي بيادة بالخرطوم، ومنها تعين على 7 جي بيادة حجاز، وبعد ذلك بمدة قليلة تعين على 9 جي بيادة التي قامت من مصر إلى السودان، ثم تعين على 7 جي ألاي بيادة، ثم صار مأمورا على نزل العساكر السودانية في مديرية بربرة، ولما حضر لمصر تعين 7 جي ألاي لسفرية كريت في 18 رجب سنة 1283، ثم ترقى إلى رتبة لواء في عام 1284ه، ثم حضر من كريت إلى مصر لواء على 7، 11، 3 جي بيادة، وفي غرة رجب عام 1284ه ترقى إلى رتبة الفريق على ألايات الغاردية، وفي عام 1291 انتقل إلى 2 جي فرقة غاردية، وفي سنة 1293ه تعين ياور خديوي للمغفور له إسماعيل باشا خديوي مصر في ذاك الوقت وفريق الألايات الغاردية، وبعد ذلك إلى حرب الصرب والروس في العام المذكور، ولما ألغيت الألايات الغاردية تعين رئيسا عسكريا عام 1296ه، ومنها تعين على فرقة الغاردية التي جعلت 1 جي فرقة بهذا التاريخ.
بدء انتصاراته الباهرة ومواقفه الحربية المشرفة
لا نريد أن ندل على ما كان له رحمه الله من شجاعة وخبرة في الشؤون الحربية، وما وقفه فيها من مواقف شريفة بأكثر مما أظهره من البسالة والإقدام في بلائه بجزيرة كريت مع الجيش المصري، الذي أرسل بأمر المغفور له الخديوي إسماعيل باشا لمساعدة الدولة العلية في إخماد تلك الثورة التي شبت ضدها في تلك البلاد، فقام بواجب الجندي الشجاع، الذي لا يهاب الموت في سبيل الواجب، فاستحق الشكر والثناء، وأنعم عليه برتبة اللواء اعترافا ومكافأة له على حسن بلائه.
فأول خطاب جاءه من سموه بتاريخ 18 جمادى الثاني سنة 83 باللغة التركية، وهذا تعريبه:
عزتلوا راشد بك أفندي
إن ما جاء في تقرير الوقائع العسكرية الوارد من سعادة الباشا ناظر الجهادية، وما ورد في المحررات والأوراق الأخرى، وما جاء في تقرير ياورنا الأول سعادة حسين رأفت باشا الشفهي عن حميتكم وغيرتكم الملية، وصدقكم في المواقع المختلفة، وفي المحاربات والهجوم في أبو فردين على العصاة الأشقياء المتحصنين في جبلية صعبة المسالك هو من مقتضى استقامتكم، وموجبات إعلاء شأن وشرف الصفة العسكرية الجليلة، كما أنه يزيد في مزية البسالة والإقدام والشجاعة المأثورة عن العساكر المصرية ضباطا وجنودا، والتي اعترف بها العالم، ويؤيد إقدامكم وغيرتكم وعظيم شجاعتكم المعروفة عندي والباعثة لمزيد سروري وارتياحي، ولإعلان سرورنا الزائد وارتياحنا أمرنا بإصدار هذا الأمر وتحريره، وإرساله إليكم بوجه خاص لتأييد، وتأكيد ما لكم عندنا من حسن الظن وحسن النظر.
18 جمادى الثانية سنة 83
إسماعيل
ختم
Unknown page