159

Safwat Casr

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Genres

ومعالي صاحب الترجمة مشهور باللطف وبشاشة الوجه والدعة ودماثة الأخلاق.

ترجمة حضرة صاحب المعالي الشهم الجليل محمود فخري باشا

كلمة للمؤرخ

لا يوجد شخص من سكان العاصمة يجهل حضرة صاحب المعالي محمود فخري باشا بالذات، فقد كان محافظا للقاهرة وكان كثير التجوال في أنحاء العاصمة، لا يفوته تفقد أحوالها وزيارة محالها وحضور حفلاتها، ولا نغالي إذا قلنا: إن جميع سكان مصر يعرفونه لما شملهم به من الخدمات الخالدة، والمساعي المشكورة في ذاك الحين لا سيما طبقات العمال ونقاباتهم، التي أيدها معاليه بعطفه وشملها برعايته، وسوى أمورها بحكمته، فحفظ الموازنة بين أصحاب المتاجر والأغنياء وعمالهم المتوسطي الحال الفقراء ومنع الحيف والظلم جهد المستطاع أن يقعا، فحفظ له هؤلاء العمال جميله وفضله، وتغنوا بمديحه وشكره، وجعلوا يشيرون إليه بأطراف البنان:

حضرة صاحب المعالي الجليل محمود فخري باشا وزير مصر المفوض لدى عاصمة الفرنسيس.

مولده ونشأته

هو نجل المغفور له حسين فخري باشا وزير مصر المشهور بالاستقامة، وشرف النفس وعلو الهمة فرباه التربية المنزلية على أحسن تقويم، ومن ثم أدخله مدرسة الآباء اليسوعيين في مصر، وظل مكبا على تلقي علومها بشغف عظيم حتى حصل منها على شهادة البكالوريا عام 1903، والتحق بعد ذلك بمدرسة الحقوق الملكية وهناك تجلت مواهبه السامية بما كان يبديه من الذكاء الفطري حتى ظفر بشهادة ليسانس عام 1907م بتفوق عظيم، ولم يلبث طويلا بعد نواله لهذه الشهادة حتى عين وكيلا بالنيابة العمومية، وأخذ يتدرج في الوظائف القضائية حتى عام 1910، إذ تعين سكرتيرا خاصا لرئاسة الجمعية العمومية، ومجلس شورى القوانين فوكيلا للنيابة في محكمة مصر المختلطة.

فمفتشا في وزارة الداخلية فوكيلا لمحافظة الإسكندرية عام 1914م، والإسكندريون يذكرون له همته الصادقة، وخدماته الجليلة النافعة في أوائل الحرب الأوربية العصيبة.

وفي سنة 1915 عينه ساكن الجنان المغفور له السلطان حسين كامل الأول أمينا أولا لعظمته، وفي سنة 1919 قلدته الحكومة المصرية وظيفة محافظ العاصمة، وإن المقام ليضيق هنا عن أن يستوعب طرفا من تعداد مناقب هذا الشهم الجليل المقدام.

وقد عني معاليه عندما كان محافظا للعاصمة بوضع مجموعة صور فوتوغرافية لأسلافه محافظي مصر، من عهد المغفور له محمد علي باشا إلى وقته، فكان عددهم 95 محافظا، ورأى أن يضع ترجمة حياة المغفور له قاسم رسمي باشا أحد محافظي مصر السابقين، وصاحب الوقف الخيري الشهير في وسط المجموعة ذكرى خالدة لمقامه الجليل، وقدم هذه المجموعة هدية إلى ديوان المحافظة لتحفظ دائما في مكتب المحافظ.

Unknown page