{ليونس بن عبد الرحمن} ورويناه من كتاب (عبد الله بن حماد الأنصاري ورويناه من كتاب (إبراهيم الجزار) وغيرهم ممن لم يحضرني ذكر أسمائهم والإشارة إليهم ولعل الاصطفاء للظالم لنفسه في طهارة ولادته وبان جعله من ذرية خاصة أو غير ذلك مما يليق بلفظ اصطفائه جل جلاله ورحمته تأويل اخر وسيأتي عند ذكر هذه الآية من كتاب (محمد بن العباس) المعروف بابن الحجام من الكراس السابع.
فصل فيما نذكره من المجلد الثاني من كتاب (جوامع الجامع) للفضل بن علي الطبرسي من الوجهة الأولى من القائمة الثانية من ثامن كراس منه (وقيل يا ارض ابلعي مائك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضى الامر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين) قال الطبرسي نادى الأرض والسماء بما ينادى به العقلاء مما يدل كمال العزة والاقتدار وان هذه الأجرام العظيمة منقادة لتكوينه فيما يشاء غير ممتنعة عليه كأنها عقلاء مميزون قد عرفوا جلالته وعظمته فهم ينقادون له ويمتثلون امره على الفور من غير ريث والبلع عبارة عن النشف والاقلاع الامساك وغيض الماء من غاضه إذا نقصه وقضى الأمر أنجز الموعود في اهلاك القوم واستوت استقرت السفينة على الجودي وهو جبل {بالموصل} وقيل بعدا يقال أبعد بعدا وبعدا إذا أرادوا البعيد من حيث الهلاك والموت ونحو ذلك وكذلك اختص بدعاء السوء ويجئ اخباره عن اسمه على الفعل المبنى للمفعول للدلالة على الجلال والعظمة وان تلك الأمور العظام لا تكون الا بفعل قاهر قادر لا يشارك في أفعاله فلا يذهب الوهم، إلى أن غيره يقول يا ارض ويا سماء وان أحدا سواه يقضى ذلك لذلك.
يقول علي بن موسى بن طاووس: اعلم أن في هذه الآية محتملات في العبارة العجيبة والإشارة الغريبة غير ما ذكره وأشار إليه منها، وقيل ولم يقل قلت جل جلاله وقلنا فلعل المراد لما كان هذا الأمر لا يقدر عليه سواه كان لفظ قيل مثل قلت أو قلنا أو لعل المراد تحتم الامر وتعظيم القدر على
Page 80