al-Saʿadat wa-l-isʿad fi al-sirat al-insaniyyat
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
Publication Year
1957 / 1958
Genres
قال أفلاطن غير ممكن أن يكون أحد غنيا وفاضلا وذلك إنه ليس يجوز أن يجتمع المال إلا بأخذ ما لا يجب وبمنع ما يجب قال وكيف يجوز أن يكون غنيا من لا يأخذ بغير الحق ولا يمنع من الحق وكيف يسنغني من لم يدخر ولم يستبق وقال أرسطوطيلس غير ممكن أن يكون الحر غنيا وكيف يمكن أن يكون ذا مال من لا يحرص على الأخذ ولا يشح في العطاء ولهذا كان أكثر من استحق الغنا غير غني
في أن الغني شرير وخسيس وشقي
قال أفلاطن ونقول الغني ليس بسعيد ولكنه شرير وخسيس وشقي أما شرير فلأنه ليس يجوز أن يجتمع لأحد خيرات البدن وخيرات النفس مع المال قال والعلة في ذلك أن يصرف عنايته عن صلاح بدنه ونفسه إلى جمع المال قال ومن استكد بدنه بسبب المال خسيس ومن أهمل صلاح بدنه ونفسه جاهل والجاهل شرير وقال ثنون محبة المال قيد الشرور ولأن الشرور كلها معلقة به
في ان الحريص ليس يغني وإن كثر ماله
قال أرسطوطيلس الغنا في القناعة والقناعة الكفوف ومن طلب ما جاوز الكفاف فقد طلب المحال لأنه يطلب ما لا غاية له وقال أفلاطن من كانت همته في الجمع فإنه فقير وإن كثر ماله لأن حاجته لا تعف لحرصه وحاجة الشره أكثر من حاجة الفقير قال أرسطوطيلس وقد ظن قوم بأنه لا نهاية للمال وغلطوا فإن الذي يحتاج إليه لصلاح الحال ذو نهاية وإنما يقال إنه لا نهاية له لما جاوز الكفاف وقال ذيوجانس أنا أغنى من ملك الفرس لأن لي قليل يكفيني وله كثير لا يكفيه
في صفة الغنى
قال أرسطوطيلس الغنى في القناعة والقناعة الكفاف وحسن استعمال القنية وقال سقراط الغنى تعب محبوب لأن المال مخدوم وأما الفقر فإنه راحة ممقوتة وقال أفلاطن الغنى في الإستمتاع بالمال لا في اقتناء المال قال ومن اقتصر على القناعة تعجل السرور بالراحة وقد يفجعه بالحادثة وقيل لأفلاطن قدركم ينبغي أن يكون للرجل المال فقال قدركم ما لا يحتاج معه إلى أن يعامل النفاق والملق بسبب ما لا بد منه وقال محمد بن زكريا الغنى في الصناعة قال وينبغي للصانع أن يكتسب بمقدار النفقة وزيادة يسيرة لتكون عدة له للنوائب وقال صاحب المنطق خير المال ما يسبح معك إذا غرقت سفينتك سأل الإسكندر بعض الحكماء أن كيف يصنع الرجل حتى لا يحتاج فقال الحكيم إن كان غنيا فليقصد وإن كان فقيرا فليدمن العمل وقال آخر اعمل مدجانا ولا تبطل مكرا وقال الحكيم إنه ليس ينبغي للعاقل أن يعرض عن المقبل ولا أن يشيع المدبر
ذكر ما جاء من كلام أهل الحكمة
قال إن الجد لم يهب الأموال للأغنياء ولكنه أقرضهم إياها افتخر رجل على رجل بماله فقال ما افتخارك بشيء يعطيه البخت ويحفظه اللؤم ويهلكه السخاء وقال آخر تخليف المال للعدو خير من الحاجة إلى الصديق وقال أفلاطن من شكر على غير معروف فعاجلوه بالعطية فقد استعد للذم إن كان السؤال صعب على الطالب فإن الإعطاء على المطلوب أشد قال وهذا من جهة الظاهر وإلا فإن الذي يبذل الطالب أكثر لأن الجاه أكثر من المال وقال ابن المقفع السخاء سخاءان سخاوة الرجل بما في يد غيره قال وسخاوة نفسه بما في يد غيره أكرم وأشرف الفقر مع الفضيلة خير من الغنا مع الرذيلة
في الرفيع الهمة
Unknown page