79

Sacada Mufrita

سعادة مفرطة

Genres

فكرت سالي أن المذيع لم يذكر أصحاب تلك المباني، الذين أفلتوا على الأرجح بإهمالهم للتوصيلات الكهربائية التالفة ، وتركهم لجحافل الصراصير وبق الفراش التي لم يشتك منها الفقراء المضللون أو الخائفون.

تشعر في بعض الأحيان أن أليكس يتحدث في رأسها هذه الأيام، وهذا بالتأكيد ما كان يحدث. أطفأت التليفزيون الذي يبث الحريق.

لم يمر أكثر من عشر دقائق ودق جرس الهاتف. كانت سافانا. - «أمي. هل تشاهدين التليفزيون؟ هل رأيت؟» - «تقصدين الحريق؟ كنت أشاهده ثم أطفأت التليفزيون.» - «لا، هل رأيت - أنا أبحث عنه الآن - رأيته منذ أقل من خمس دقائق. أمي، إنه كنت. لا أستطيع أن أجده الآن، لكني رأيته.» - «هل هو مصاب؟ إني أشغله الآن. هل كان مصابا؟» - «كلا، كان يساعدهم. كان يحمل نقالة، فوقها جسد؛ لا أعرف إن كان ميتا أم مجروحا فقط. لكنه كان كنت، كان هو، كان حتى يعرج. هل تشاهدين الآن؟» - «نعم.» - «حسنا. سوف أهدأ. أراهن أنه عاد إلى المبنى.» - «لكن بالتأكيد لن يسمحوا ...» - «ربما كان طبيبا. تبا، الآن يقدمون نفس العجوز المسن الذي تحدثوا معه من قبل، تمتلك عائلته مشروعا تجاريا منذ مائة عام. فلننه المكالمة ونركز على الشاشة، بالتأكيد سوف يظهر مرة أخرى.»

لم يظهر، تكررت المشاهد.

هاتفتها سافانا مرة أخرى. - «سوف أفهم ما يحدث. أعرف شخصا يعمل في الأخبار. أستطيع أن أشاهد هذا المشهد ثانية، يجب أن نعرف.»

لم تعرف سافانا أخاها جيدا؛ فلم كل هذه الجلبة؟ هل موت أبيها جعلها تشعر بأنها تحتاج إلى عائلة؟ يجب أن تتزوج، قريبا؛ يجب أن تنجب أطفالا. لكنها تتميز بهذا الطابع العنيد حين تقرر شيئا ما؛ هل يمكن أن تعثر على كنت؟ أخبرها والدها حين كانت في العاشرة من عمرها أنها يجب أن تتمسك بالفكرة حتى النخاع، لا بد أن تصبح محامية، ومنذ ذلك الحين، تقول إن هذا ما سوف تفعله.

أصاب سالي الرجفة والحنين والإجهاد. •••

كان هو كنت، وفي أسبوع اكتشفت سافانا كل شيء عنه. لا، بل عرفت كل ما قصد أن يخبرها به. كان يعيش في تورنتو منذ سنوات، وكان يمر غالبا على المبنى الذي تعمل به ورآها مرتين في الشارع. ذات مرة كانا وجها لوجه عند تقاطع ما. بالطبع لم تكن لتتعرف عليه لأنه كان يرتدي معطفا من نوع ما.

سألتها سالي: «رداء هير كريشنا؟»

قالت: «يا أمي، كون المرء ناسكا لا يعني أنه يعبد كريشنا، على أية حال هو ليس كذلك الآن.» - «ماذا هو إذن؟» - «قال إنه يعيش في الحاضر، فقلت حسنا، ألا نعيش جميعا في الحاضر، فقال لا، وكان يقصد الحاضر الفعلي.»

Unknown page