103

Sacada Mufrita

سعادة مفرطة

Genres

هل كانت شارون ساتل عشيقة أبي؟ هل كانت وظيفتها تلبي احتياجاتها، وهل كانت تدفع قيمة إيجار الكوخ الوردي، أم أجرته بالمجان؟

كانت أمي تتحدث عنها بطيبة، ولم تكن تزهد في ذكر المأساة التي حلت بها، بموت زوجها الشاب. أيا كانت الخادمة التي تعمل لدينا في ذلك الوقت، فقد اعتادت أن ترسلها إلى هناك بهدايا من التوت والبطاطا الجديدة أو البازلاء الطازجة من حديقتنا. أتذكر البسلة خاصة. أتذكر شارون ساتلز - ما زالت مستلقية على الأريكة - تقلب البازلاء في الهواء بسبابتها وتقول: «ماذا يفترض بي أن أفعل بهذه؟»

فقلت مساعدا إياها: «تطهينها فوق الموقد مع المياه.» - «فعلا؟»

بالنسبة إلى أبي، لم أره قط معها. كان يذهب إلى عمله متأخرا قليلا، وينتهي منه مبكرا؛ ليمارس نشاطاته الرياضية المتعددة. في بعض العطلات الأسبوعية؛ كانت شارون تستقل القطار إلى تورونتو، لكنها كانت تصطحب نانسي دائما معها، وتعود نانسي بجعبة مليئة بالمغامرات التي خاضتها، والعروض التي شاهدتها، مثل موكب بابا نويل.

ومرت أوقات بالتأكيد حين لم تكن أم نانسي في البيت، ولا ترتدي الكيمونو ومستلقية على الأريكة، ومن المفترض أنها أيضا - خلال تلك الأوقات - لم تكن تدخن أو تسترخي، بل تؤدي عملها اليومي في مكتب أبي، ذلك المكان الأسطوري الذي لم أره قط، ولم يكن مرحبا بي هناك بالتأكيد.

في مثل تلك الأوقات، حين تكون والدة نانسي في العمل، وتضطر نانسي إلى أن تظل في المنزل، كان هناك امرأة عصبية تدعى السيدة كود تجالس نانسي؛ حيث تستمع إلى المسلسلات الإذاعية، وكانت على استعداد لمطاردتنا إلى خارج المطبخ؛ حيث كانت هي نفسها تأكل أي شيء يقع في متناول يدها. لم يخطر ببالي قط أن أمي من الممكن أن تعرض تولي رعاية نانسي - بما أننا نقضي كامل وقتينا معا - أو أن تطلب من الخادمة أن تفعل هذا، لتوفر أجرة السيدة كود.

يبدو لي الآن أننا فعليا كنا نلعب معا طوال ساعات يقظتنا. وكان ذلك منذ كنت في سن الخامسة حتى الثامنة والنصف من عمري، وكانت نانسي تصغرني بنصف عام. كنا نلعب في الخارج أغلب الأحيان؛ لا بد أنها كانت أياما مطيرة، بسبب ذكرياتي عنا في كوخ نانسي حيث كنا نزعج والدة نانسي. كان علينا أن نبتعد عن حديقة الخضر، وأن نحاول ألا ندهس الزهور، لكننا كنا دائما ما نلهو عند أحواض التوت وتحت أشجار التفاح، وفي المنطقة البرية المهملة تماما وراء الكوخ، حيث بنينا مخابئنا وملاجئنا التي تحمينا من الغارات الجوية الألمانية.

كان هناك قاعدة تدريب عسكرية شمال بلدتنا، وكانت هناك طائرات حقيقية تحلق فوقنا باستمرار. تحطمت طائرة ذات مرة، لكن لإحباطنا، وقعت الطائرة - التي فقدت السيطرة - في البحيرة. وبسبب كل هذه الإشارات إلى الحرب، استطعنا أن نجعل من بيت عدوا محليا، بل نازيا، ومن آلة جز العشب دبابة. كنا نقذفه أحيانا بثمرات التفاح من شجرة التفاح الفاسدة التي تحمي معسكرنا. اشتكى ذات مرة لأمي وكلفنا هذا رحلة إلى الشاطئ.

كانت تأخذ نانسي في رحلات إلى الشاطئ. ليس إلى ذلك الشاطئ القريب الواقع أسفل المنحدر الذي يقوم عليه منزلنا مباشرة، ويتميز بأنبوب الانزلاق المقام عليه، بل إلى شاطئ أصغر عليك أن تركب للوصول إليه، ليس به سباحون مشاغبون. في الحقيقة، علمت كلينا السباحة. كانت نانسي أكثر إقداما واندفاعا مني، الأمر الذي أزعجني؛ لهذا سحبتها ذات مرة تحت موجة قادمة وجلست على رأسها. رفست وحبست أنفاسها وحاربت لتتحرر مني.

وقتها عنفتني أمي قائلة: «نانسي فتاة صغيرة، إنها فتاة صغيرة يجب عليك أن تعاملها كأختك الصغرى.»

Unknown page