ثم التفتن إلى الضفدعة الرابعة التي كانت إلى تلك الساعة هادئة صامتة تصغي إليهن بانتباه واستيعاب، وسألنها رأيها في الموضوع.
فقالت لهن: «كلكن محقات أيتها الرفيقات، ولا واحدة منكن على ضلال؛ فإن الحركة كائنة في القرمة وفي النهر وفي فكرنا في وقت واحد.»
فلم يرقهن ذلك الكلام؛ لأن كل واحدة منهن كانت تعتقد أنها وحدها المصيبة وأن رفيقاتها لفي ضلال مبين.
وما أغرب ما حدث بعد ذلك! فإن الضفادع الثلاث تسالمن بعد العداء، وتجمعن فرمين بالضفدعة الرابعة من على القرمة إلى النهر.
الصحيفة البيضاء
قالت صحيفة ورق بيضاء كالثلج: «قد برئت نقية طاهرة، وسأظل نقية إلى الأبد. وإنني لأوثر أن أحرق وأتحول إلى رماد أبيض على أن آذن للظلمة فتدنو مني وللأقذار فتلامسني.»
فسمعت قنينة الحبر قولها وضحكت في قلبها القاتم المظلم، ولكنها خافت ولم تدن منها.
وسمعتها الأقلام أيضا على اختلاف ألوانها ولم تقربها قط.
وهكذا ظلت صحيفة الورق البيضاء كالثلج - نقية طاهرة - ولكن ... فارغة.
العالم والشاعر
Unknown page