36

Sabi Fi Wajh Qamr

الصبي في وجه القمر: رحلة استكشاف أب لحياة ابنه المعاق

Genres

مكالمة من مدرسة ووكر. تقول آلانا جروسمن المديرة : «تواجهنا مشكلة كبيرة.» فقد تحول من عض نفسه إلى لكم رأسه، إضافة إلى حركاته وسلوكياته الغريبة.

نتقابل في المدرسة الساعة التاسعة صباحا، والحضور هم: جروسمن، ومعلما ووكر الشابان؛ توماس ودين، واختصاصية نفسية من مجلس إدارة المدرسة، وهي امرأة حازمة حريصة على الشكليات ترتدي فستانا جزؤه العلوي مصنوع من قماش صوفي مربع النقش، واثنان من المساعدين التربويين، وأنا وجوانا، والتي ما زال عليها أثر معركة الصباح الخاصة بإيقاظ ووكر وتنظيفه وجعله يرتدي ملابسه وإطعامه وتهدئته، وهكذا لم يكن لديها وقت لاستبدال بيجامتها والتي كانت ترتديها تحت معطفها. جيش كامل للاعتناء بولد واحد. قالت الاختصاصية النفسية: «يحتاج إلى تحفيز»؛ وذلك توضيحا لسبب لكمه لرأسه. لا أدري كيف عرفت ذلك. «نريد أن يتحول لكمه لرأسه إلى مسألة اختيار.»

يتقابل كل هؤلاء الناس بشأن ووكر مرة كل أسبوع. وهو يعرض حياته للخطر كل ثمانية أيام من عشرة أيام. يقول دين: «يمكنه اتباع روتين، ولكنه يتضايق إذا فرض عليه ... وأحيانا يفيد الحزم معه.»

تقاطع الاختصاصية النفسية قائلة: «لكن في الوقت نفسه نريد له أن يختار.»

أريد لها أن تختار مهنة أخرى!

تقول جوانا: «أرفض هذا الوصف لشخصيته، ولهذا السبب أصابني الإحباط من عدم قدرتي على توفير أي نظام تواصل معه.»

تقول صاحبة الفستان ذي الجزء العلوي المصنوع من قماش صوف مربع النقش: «هل يعتمد اعتمادا كليا على مسك الأشياء؟»

هذا الذي أراه يحدث: يريد ووكر أن يطمئن أنه إنسان، ويكره اعتباره غريبا ومختلفا. والآن تريد الاختصاصية النفسية أن تحرمني من الطريقة الوحيدة التي أستطيع بها أن أخبره أنه ليس كذلك. ***

من دون محام، ونحن بانتظار حدوث شيء ما يساعدنا على الخروج من كابوس رعاية ولد حاجاته في تزايد بينما قدراتنا في تناقص، نجد أنفسنا نعود إلى الخدمات الخاصة التي تقدمها الحكومة كبديل مؤقت لحل أكثر ديمومة. هناك خدمات الرعاية المؤقتة - والتي ترسل بأشخاص لرعاية الطفل المعاق لمدة نصف يوم مرتين كل أسبوع - ولكنها أيضا تحتاج إلى السعي وراءها، وأن نتقدم إليها، وأن تتم الموافقة على حالتنا. كان كل شيء نحتاجه يتطلب ملء استمارة: أي استمارة؟ ومن أين نحصل عليها؟ ومن لديه الوقت للحصول عليها؟ وإلى أين نرسلها؟ وبمجرد إرسالها، علينا أن ننتظر.

مر عدد من الطلاب الجامعيين البارعين بحياة ووكر بهذه الطريقة؛ يتذكر ذهني المشحون من السيدات منهم فقط جوين وإليزابيث وديل. جوين متخصصة في دراسة فترة العصور الوسطى وهي من تكساس، وهي امرأة بارعة ومبدعة وتتمتع بنظرة أمينة المكتبة الجذابة، وكان لها رفيق ضخم ولطيف. أما إليزابيث فهي أول امرأة أقابلها متحمسة للمسلسل التليفزيوني «بافي قاتلة مصاصي الدماء»: تستطيع التحدث بذكاء ودون ملل عن بطلتها، وعلمتني أن آخذ هذا الاهتمام من جانب الناس بمواد الثقافة الشعبية بجدية. أما ديل فهي الأجمل، وهي طالبة جامعية مخلصة، شعرها أسود وهادئة، تدرس تعليم الأطفال، وهي أخت لولد معاق. وتعشقهن هايلي كلهن كأنهن أخواتها الكبار، ولم يعد ووكر يزعجهن أكثر مما يزعجهن أحد الشوارع المزدحمة. فهن صغيرات جدا في السن، ولديهن أمل وحيوية كبيرين، وأشعر بامتنان كبير لهن. ويشبه شعوري بالامتنان لهن الحشائش التي تنمو بكثرة في المروج.

Unknown page