الطريق قذرا موحلا وقد تلاشت معالمه من ذاكرتي. وقلت
لسعيد
إني ما كنت سأعرف المنزل لو جئت بمفردي. قال إن أمه منذ أسبوعين تلح على رؤيتي. قلت: لعلها أحسن حالا الآن. قال: ما زالت تعتقد أن أخي على قيد الحياة، وأنه سيأتي ذات يوم. أردت أن أصدق ذلك للحظة، لكنى كنت أعرف أنهم ضربوه حتى مات، ثم أخفوا جثته. وجدنا أمه متربعة على فراشها ورأسها ملفوف بلفاعة بيضاء. وكان وجهها الأبيض صبوحا. قالت إنها غاضبة مني لأني لم أزرها. قلت: لعلي أنتظر أنا أيضا عودة ابنها. قالت إنه أرسل لها منذ أسبوع أنه قادم لكنه لم يأت. نظرت إلى
سعيد ، ثم إليها وقلت: سيأتي بالتأكيد. قالت إنها أعدت لي كبدة محمرة كالعادة. قلت إني لن آكل لأن لدي عملا. ونظرت إلى ساعتي. كان أمامي ساعة على موعدي مع
عفاف . قلت إني سآتي مرة أخرى. ورافقني
سعيد
إلى أول الشارع. أخذت الأوتوبيس إلى منزل
رمزي ، وكان يقيم بمفرده في الناحية الأخرى من
مصر الجديدة . نزلت في الشارع الرئيسي وانطلقت إلى الشارع الجانبي الذي يقع منزل
رمزي
Unknown page