عليه وسلم وأصحابه فرع اعتقاد أن الصحابة كانوا على الحق، واعتقاد ذلك يفك أساس مذهبهم ويحوجهم إلى القول بحقية خلافة الخلفاء الثلاثة، مع أنهم يقولون بارتدادهم كلهم إلا أربعة أو ستة، ولا شك أن من هذا اعتقاده لا يصح له [التمسك] بالكتاب والسنة اللذين وصلا إلينا برواياتهم، وفهمناهما ببيانهم، بخلاف أهل السنة القائلين: إن الصحابة خير القرون، وإنهم أفضل خلق الله بعد الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وإنهم على الحق، وإنهم كلهم عدول وإنهم يقتدى بهم؛ فهذه الفرقة هي الحقيقة أن تكون الناجية، دون التي رغبت عن اتباع الصحابة ناجية.
الخامس: إذا كان مدار النجاة -بزعمهم الفاسد- على المخالفة، يلزم أن يخرجوا من الدين رأسا؛ لأنهم كلما رأوا أهل السنة فعلوا شيئا موافقا للسنة
تركه هؤلاء، وإذا تركوا شيئا كذلك فعله هؤلاء؛ فخرجوا من الدين رأسا، وذلك هو الضلال المبين والهلاك اليقين.
1 / 268