والاجتهاد، لتطهير ما لوث به أهل الأهواء وجه الأرض من الفساد، فردوا عليهم في كتبهم أتم رد، وصدوهم عما ذهبوا إليه أكمل صد، بدلائل جلية، وبراهين قطعية.
ألا وإن من هاتيك الكتب المعتبرة، والرسائل المبتكرة كتاب (الأجوبة العراقية عن الأسئلة اللاهورية) الذي هو مع صغر حجمه وقلة رقمه قد انطوى على الحق اليقين، والنور المبين؛ مما يذب عن أصحاب رسول الله -عليه وعليهم أفضل الصلاة وأكمل السلام- جميع ما افتراه فرق الروافض الطغام، من الشبه والأوهام.
وقد انتشر في سائر الديار، وشاع ذكره في غالب الأقاليم والأمصار، وحيث كان مشتملا على هفوات الروافض وعيوبهم، وقع موقع الأسنة من قلوبهم، فذهبوا كل مذهب لخمول ذكره، فما قرت بذلك منهم العيون وسلكوا كل مسلك لإطفاء نوره، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.
فجاءوا وراحوا، وصاحوا وناحوا؛ كل ذلك لعجزهم عن
1 / 228