سرى النسيم بيت الدين ذكرني
حديث من كنت أهوى، والزمان صبا
وقد شفى كبدي الحرى بروضتها
جري «الصفاء» الذي في سفحها انسكبا
أهدى لنا نسمات من نوافحه
مبسامها، فأزال الهم والكربا
وبث عرف الأقاحي والخزام ضحى
وادي الجنان فأحيا قلبي الوصبا
وفي سنة 1813 دخل نقولا الترك على أميره مقدما له المعلم بطرس كرامة ، فعهد إليه الأمير في تعليم ولده أمين، وبعد فترة قصيرة أضحى هذا المعلم شاعر الأمير، ثم صار كاتبا للشئون الخارجية؛ لإجادته التركية، ثم أمسى مدبر الأمير وقهرمانه يستسفره إلى الأبواب العالية في الخطوب الجسام، ويدير مالية الإمارة، وهكذا أمست شئون لبنان كلها في يده، وظل كذلك حتى مغيب الشهاب عن سماء لبنان، فرافقه شاعره ومدبره إلى منفاه، ثم كان في الأستانة العلية شأن آخر.
لست ممن تعنيهم السياسة إلا بمقدار ما تلابس الأدب، فهمي هنا أن أصف عهدا نتغنى به؛ لنفهمه على حقه.
Unknown page