نصيحة لا حاشية: إذا كنت لم تقرأني بعد، فنصيحتي لك ألا تفتش عن شيء، بل اقرأ كل شيء لتجد ذلك الشيء ... وقد أعذر من أنذر.
قبل المعركة
(1) سنديانة الضيعة
إذا جاز لنا أن نصنف الأشجار أوابد ودواجن، فالأرزة آبدة، والسنديانة داجنة.
الأرزة بادية، والسنديانة حاضرة. السنديانة أم لبنان. في ظلها تعقد الضيعة مجلس الشورى، وتحت جناحيها يستريح الفلاح المنهوك.
هناك في فيئها ينفض الغبار عن حذائه، وهناك يستريح ريثما يجف العرق على جبينه كالرب.
في ظلها الظليل يلعب الصبية ويمرحون، فلا دنانير تفر من البنان، كما تراءى للمتنبي في شعب بوان.
في ظلها كنا نحصب الدوري عندما يغيب عنا الخوري، ومتى طلعت علينا لحيته البحترية من خلف الجدار انكببنا على الكتاب، وأمنا بهذه الحيلة هول الحساب. •••
أيتها الحبيبة، هل تذكرين تلك القلوب الصغيرة؟! فكم تكومت في حشاك الأجوف متوارية عن نظر المعلم، وكم نبضت فيه ودقت، فكانت لك فؤادا يحب ويحب.
في أحشائك الصابرة توارينا صبايا وشبابا، فما ردت عنك حرارة قلوبنا برودة الشيخوخة، وصقيع الهرم.
Unknown page