والشميل عاش وله في كل عرس قرص، يكتب باللغة الفرنسية كما يكتب بالعربية، لم يدع مسألة سياسية أو اجتماعية إلا ومد إليها مبضعه. عالج جميع قضايا عصره الاجتماعية، ورمى جميع الأهداف بأسلوب علمي منطقي. ندد بتنميق الكلام ثم تأنق وسجع، فبحث الحقائق العلمية متذرعا بالخيال وسحر البيان.
أما فلسفة الشميل فمعرية؛ نحا نحو أبي العلاء في تفكيره، وحسبك منه «رسالة المعاطس» برهانا، والشميل وجودي بكل ما في هذه الكلمة من معنى وقوة.
قال الشعر ولكن شعره دون نثره، قاله لإثبات نظريته محاولا تقديمها لك على طبق أنيق من الخيال، محلولة في إكسير أترك لك نعته:
هو الحب إكسير الوجود بلا مرا
ولولاه ما كان الوجود كما ترى
فكل الذي تلقاه في الكون سره
وهاديه في أفعاله كيفما نحا
هو الحي مولودا، هو الميت فانيا
هو النجم قد أسرى، هو الصبح والدجى
هو الكل في كل، معيدا ومبدئا
Unknown page